أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 6 فبراير 2018

الدكتور المثقف _ قصة قصيرة ................... بقلم : نعيمة أبو محمد / الجزائر



أمر رجال القرية بالمكوث في البيوت و جمع نساءها جميعا ، و خطب فيهن قائلا :
لأني أحبكن ، لأني أفكر فيكن ليلا نهارا ، و لأني المتعلم الوحيد في قريتكم المدمرة فاني آمركم ...-
و قبل أن يكمل أشاح بناظريه يمينا و شمالا بريبة و كأنه يتأكد من وحدانيته بين معشر النساء .
أطال سكوته فنطقت أحداهن و كأنها تريد الاحتكاك به أكثر أو أنها لا تصدق نفسها أنها أمام حضرة الطبيب المتعلم و المثقف :
تكلم يا دكتورنا ، انقطاع صوتك هو انقطاع أنفاسنا .-
تؤيدها صديقتها:
- لماذا جمعتنا يا سيدنا و مداوي قلوبنا.
ردد بعد سكوته الطويل :
- إن رضيتن يا سيدات القرية و زينتها ، فاني أريد أن أتزوج بكن جميعا و أهدي كل واحدة مهرا يليق بمقامها ، و قصرا تريح فيه بالها و أولادها ، و حدائق يرتعن فيه الصغار و يلعبن.
هتفت النساء فرحا و سعادة :
و هل حلم هذا يُرد يا سيدنا.-
أكمل يقاطعهن :
- مقابل أن تقتلوا أزواجكن جميعا ، فقد أهلكتني روائحهم القذرة و أحذيتهم المليئة بفضلات الماعز ، و أعمت ناظري ملابسهم المعبأة بطين الحقول ، و أيديهم الخشنة المذبحة بلون الحشائش .
سرحت عجوز بينهن بسره الدفين و فضت غشاوة تكبره :
.!- ليس ذلك قبل أن تكون رجلا ككل الرجال
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق