أبحث عن موضوع

الأحد، 13 أغسطس 2017

دوائر الموت .................. بقلم : مزهر جبر // العراق




تعلمنا في المدارس ونحن صغار
العراق، عراق الكرامة والكبرياء
قالت دروس التاريخ لنا
انكم من وطن
اول من ابتكر الحرف
واول من سن قوانين العدل
وقال درس الاسلام لنا
ان لافرق بين اعجمي وعربي ألا بالتقوى
وقالت تلك الدروس ايضا
انتم من امة، هي خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
حين كبرنا
اول ما صدمنا به
انهم جعلونا نتعارك في الشوارع والازقة والدروب
نتعارك بالايادي والهراوات والسكاكين
عندما فتح العالم، نوافذ الحياة على حداثة التفكير وانارة العقل في القول وحرية الرأي وتفاعلات الفكرة
طور تقنيات اسلحة الحروب
لحاجة ما صنع من غول المال الى الحروب
قادتنا وساستنا طور هم ايضا تقنيات حروبنا
اصبحنا نتصارع في الزوايا المظلمة وعتمات الازقة
نخفي كاتمات الصوت من اسلحة صغيرة
نحملها ونخفيها تحت الحزام او في جيوب القماصل
نطفيء بها حياة من يختلف في الرأي عن رؤى عباقرة السياسة
وعندما يصير الامر ثقيل الحمل ويبث في الانحاء
افكار تسبب قلق الحاكمين
يحولوا الامر الى المشنقة ودهاليز السجون
وعلى هذا الطريق ساروا بنا دهاقنة السياسة الى التيه والمنفى
ونحن نبحث عن مراسي الخبز والحرية والحياة
هربنا من دوائر الموت وجوع البطون وقلق النفس على الحياة
مللنا من مناظر الشقاء ودم الحروب
قالوا لنا؛ هناك مؤامرة على الوطن والتاريخ
وهم يقولون صحيح القول وغير الصحيح
أذ، لا نار بلا حطب ووقيد
نار المؤامرة ما كان له ان يشتعل
من دون ان تتوافر في الوطن
حطب الاستبداد من طغاة الوطن
من جهابذة الفكر الواحد والحقيقة الواحدة
ليتهم توقفوا عند هذا الامر
لكان للوضع علاج يناسبه
فقد اشتعلت الحرائق في كل مكان
في وقت لم يتمكن الناس من اطفاء حرائق النفوس
فكيف لهم اطفاء حرائق الوطن
التجويع حريق
الافقار حريق
التجهيل حريق
تسطيح الفكرة حريق
هل ان عراق من ابتكر الحرف وكتب قانون العدل
هو من اجج حرائق الوطن
حرائق الوطن استعرت حتى وصل سعيرها الى اخر مدى
عندما اختفى العراق عن العراق..
صبرا يا وطن ويا ناس هذا الوطن على كوارث الزمن الرديء
فصدور بشر هذا الوطن المعتق بالمحبة والكبرياء
من بين تلك الصدور
تنبثق صرخة
تقول: أنا العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق