أبحث عن موضوع

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

الأخطبوط / سرد تعبيري................ بقلم : جميلة بلطي عطوي / تونس




في القبّة الزّرقاء تزغرد الرّيح...تسوق جحافلها ، صَباً حينا وحينا عواصف ...على مرمى المدى تفرش الارض بُسطها ، تُعدّ لها المتّكآت في كلّ زاوية ...في دروبها تنثرُ الودّ أنفاسا...

تفتح ذراعيها مهلّلة...

هبّي أيّتها الرّياح...ها رئتي تُشرّع نوافذها...
هبّي نسيما عليلا يُداعبُ خدود الورود ، يُربّت على وجوه السّواقي أو دندني إيقاعاتك العذاب على القمم ليتردّد صداها ألحانا شجيّة تؤنس ظلمة كهوف أثقل الظّلّ كاهلها.
اِركبي يمّ الضّياء يكسر المسافات فيتوحّد الكون لجّة أُنْس تبثّ في وريد الحياة دفق السّعادة.
ذات لقاء وموعد العشق يتاهّب للصّفاء صفّر السّراب في أذن السّعد وتطاير الشّررمعلنا عرس الشّياطين ...على منصّة الجحيم ألسنة اللّهب تمتدّ افعوانا ، شرّها يفغر فاه...طاحونة بسرعة الضّوء تحصد الجبل والوهد...في خضمّ الحرائق على ذاتها تتكوّر الرّيح...تصارع..كلّما حاولت كبح الجماح تتعالى حولها السنة اللّهب...عفاريت قُدّت من حميم ، تنفث السّعير شمالا ويمينا...ترتمي تحت أقدامها الكائنات شظايا، رمادا وهي في موج الدّخان الطّامي تخْبط ُخَبْط عشواء ...تُرغم الرّيح على مزيد الصّفير...عصْف يأكل الأخضر واليابس...تحت كلكله تسقط الأرض كليلة جريحة ،تعاتب على ما آل إليه أمرها...
ماذا دهاكِ ايّتها الرّيح؟
هل يخون الحبيب؟
هل تُقبر المودّة في بؤر العَطَن؟
قولي أيّتها الرّيح لِمَ هنتُ عليكِ؟
لِمَ بعتِ الوفاء للهاويةّ؟
مِنْ عين الرّيح تطفرُ دمعة ، تتنهّد ثمّ تتمتم: حبيبتي أنا وأنت صرعى المكائد...ضحيّة من ضحايا أخطبوط العتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق