أبحث عن موضوع

الخميس، 15 ديسمبر 2016

ليبريتاس ---نص سرد تعبيري ............... بقلم : إنعام كمونة // العراق




فاتنة الغموض تلك الحروف المتهيكلة النصب, محتشدة التأمل بشريان نسغ الكبرياء الناصع , ملامحها تبوح للضباب العاري الالوان مواسم ظل وضياء من بنان قمم شرقية الفكرة بمخملها المخضب الأطياف , أراها.. شامخة ..ملتفعة قدسية الذات بسخاء الفطرة تخالها فارسة الصهيل الآتي وما ضمر من فصول التآخي , قابعة الحنين بوشم أنثوي اللفظ يكتمل هشاشةَ من اشعال الفتن خلف سواتر الصمت لا يصاحبها إلا اشباح البرد وغيوم جامدة الحياء لأجتياح راياتي ,لحن.. حرية .. يذرفها الليل والنهار صراخا يتوضؤها دهشة موقوتة الإحتراب بمحراب قاموس التحرر ليقطف زيتاً مكتنز الدفء من موانئ موقدي .
على موجة باهتة الامتداد يلتفع تمثالٌ الحريةِ شغف( فريدريك بارتولدي)* يرتوي تخيلهُ الممشوق من صحوة فرعونية , هكذا أخبرني صمته منذ حلم وترنيمة أمنية ممزوجة الرموز من سحنات فرعونية ووشاح روماني باساور فرنسية يعانقها البرق وبسمات الترف الملائكي , قال : بكت أصابعي من جليدها الازرق في تعاريج الأفق فالبستها الرأفة, وهمس لي بدموع أزميل الفكرة خوفا أن يؤذي جسد( ليبريتاس )* نسج طلل الترف تاجا لظلالها ,واردف ممتعضاً قد قلدتها أمانة تنوير العالم , لم اكن أعرف ستكون صرح بركان ثلجي المراوغة تبعثرها جمهوريات الاقنعة هنا وهناك مكتظة بقرابين ثكلى وجوع النواصي وعويل مملح الجراح برائحة عباءة الانسانية .
لم تقنعني صحوته المتاخرة العقود بجسد التناقضات البراقة تركته بخيبتهِ الشاخصة في تخوم معتقة التاريخ لحنين يقظتي , أَتَعْلَم تلك الفاتنة الجوفاء الأسمنتية المشاعر بقيودها اللامرئية واعمدتها الغائرة العمق في خصر بحر نيويورك الراسخ الافق في سحب منهاتن والمبللة الضمير بوشاح لا يرتوي الا من إعتصار رحيق الانسانية ؟ , أم غرورها يطاولها التطلع لاقدامها المكبلة بمويجات شاردة الضفاف تغسل ما يعتليها من رذاذ الترجي و مطر الامنيات تسرق ما تبقى من تواجدي في رمق النور؟.
هناك على لسان شواطئ فردريك قد اغتيل تهجد(ليبريتاس)* أنهمرت دموعها زوبعة ندم قارص , جُلِدَت أبتهالات معابدها بنعيب السواد فارتسم هشيم الحرية على خارطة ربيع عربي احمر تغازل حروفها أوسمة السيوف, تحتضن معانيها صرير الجماجم, تغزل اقدام أوردتها بدم ضحايا أوداج التراب , تبدو ببراءة الطين المُنكهة بطهارة السماء !!
ها أنا تحرقني شعلتها المتشظية باقطاب ممغنطة الذبح ملتوية الوتين, اراها تكحل عذوق ترابي بأسود قاني...! فكيف ستواري سوءة كُتيبها الايمن إن راودها غضب صلصال الخريف؟.
------
* المثال الفرنساوي المهندس فريدريك اوجوستيه بارتولدي الذي صنع تمثال الحرية
* الهة رومانية قديمة تمثل التحرر من العبودية والقهر واستبداد الحكام
10 / 12 / 016 …..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق