مضينا كلاًّ إلى وجعِه
أنتِ إلى الغيابِ ..
أنا إلى التّسكع في أزقّة الحنين
ذاتَ فراقٍ
لابُدَّ للحُزنِ المقيمِ في رؤوسِنا
أنْ ينتهي ..
بعد أنْ تخبو نيرانُ اللهفةِ المضنيّةْ
نلتقي و بيننا غابة كثيفة الأدغال
من البُرود
الحديثُ رتيبٌ للغايةِ
كـرتابةِ خطى السّابلةِ
حزينان كـمساءِ المرافئ الكئيبةْ
السفنُ هاربةُ نحو الضّفّةِ الأخرى
من العالمِ المهترئ
تطلقُ صيحاتِ الوداعِ كأنّها ناقوسُ كنيسةٍ
تقرعُ لهولٍ عظيمْ
الفناراتُ ..
باهتةُ مثل أعشاش العصافير
تتدلى رؤوسُنا حزنًا كما زهرة عبّادِ الشّمسِ
نعود مثقلين بالجّراحِ و الأنينِ
نجرُّ خلفنا قوافِلَ آلامنا
المُعتمة ..
كـ جنرالٍ يجرُّ خلفه جيشَه المهزومْ
تتكسرُ في داخلِه مظاهرُ الهيبةْ
يا لهذا الشّوقِ ..
صقرٌ جارحٌ !! ...
ينهشُّ هذه الجّثةَ المُلقاةَ عمدًا
على رصيفِ الانتظار
أنهكها الحنينْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق