أبحث عن موضوع

الخميس، 15 ديسمبر 2016

خصام ................... بقلم : مصطفى الحاج حسين / سوريا



تسألني عنكِ القصيدة
ومن كوّة قلبي
تمدّ الكلمات أعناقها
فأزجرها
وأصرخ بوجه لغتي :
سأحطمكِ ..
إن قلتِ عنها شيئاً
لن أكتب عنها .. بعد اليوم
هي لا تستحق
وأنتِ لا تؤثرين فيها
هي ..
تتزين فيكِ أمام مرآتها
ترضي غرورها فيكِ
لا أكثر
تلهو بناركِ لتدفئ وحدتها
وتحسب نزيفي ماء
لتغسل رجليها قبل أن تنام
لن أكتب عنها أبداً
أصدرت أوامري
حاذري العصيان ياقصيدتي
الويل لكِ إن فكرت بخيانتي
سأمزّقكِ .. وأحرقكِ
وأعلّق الكلمات من عرقوبها
افهميني ..
حبّها مات في داخلي
ماعادت تعنيني بشيءٍ
ولا عدتُ أهتم
أطيعيني
ولا تلتفتي نحوها
اعتبريها .. غير موجودة
وهذا الضوء الذي تظنيه منها
ليس منها .. صدقيني
هناكَ في الدّنيا شمس
وهذا الشّذى ليس من رائحتها
هناك في الطبيعة ورد
وهذا الندى ليس من أصابعها
هناك في الفضاء فجر يأتي
فلا تظنيها مصدراً للحياة
وأنّ القمر يطلّ فقط من أجلها
لا يا قصيدتي
تلك الأقوال كانت مبالغة مني
من قبلها كانت الأرض تزهر
وكان للبحر وجود
وقد سبقتها النجوم في الولادة
أؤكد لكِ يا قصيدتي
أن الموسيقا أقدم منها
وأنّ الأرض كانت تدور
قبل أن تحبل بها أمها
حتّى اللغة والكلمات
تكوّنت قبل أن تخلق
هي .. امرأة عادية
مثل كلّ النساء
أنا من أعطاها هذه الشّهرة
وصنعت منها هذه الأسطورة
بالله عليكِ ياقصيدتي
لا تخذليني
طاوعيني ولا تذكريها
حتّى في سرّكِ .. انسيها
وإن صادفتها
تجاهلي دقات قلبي
ولا تشهقي .. أو تتبعينها
خاصمتها أنا .. خاصميها
وإن شاهدتني ضعفت
ذات يوم ..
وأردتُ الكتابة عنها
تمردي عليّ
ولا تكتبيها .
 
12/12/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق