أهربُ مِن أشعة الشمس
حتى لا أحضن بياض الثلج
النّافرِ من شفتيك
كَمُهرةٍ جامحةٍ
تَقْضُمينَ تفاصيلي
قُبلة قُبلة
تنهشينني
مَنْ آمَن بِأُنثى
عَرفَ الطريق الى الله
****************
أهربُ من شظايا المرايا
أهربُ من أميرات العاج
و ممالك الأوهام
أهربُ من تيجان الزّبَرْجَدِ
المُنَقّحِ بِطرزاتِ الأفاعي
أهربُ مِن قصائدِ الوسائد المخملية
أتذوقها خمرا بلون الجنازات
أهربُ من أحضانٍ تسكنها ألفُ دسيسة
أهربُ من أنصاف الأشياء
أهربُ من أنصاف النهار
وأنصاف الثوار
وأنصاف الأقمار
أهربُ من أنصاف الرجال
وأنصاف النساء
وأنصاف الآلهة
أهربُ من ملوكٍ
تُسَبّح الله ثلاثا
وهي تنحر رِقابَ الصبايا
أهربُ من عابد يُسبح الحاكم
و يشرب أنخابَ المُريدين
أهربُ من نِصفِ حياةٍ
و نصف موت
أهربُ إليكِ يا أنت
**************
أهربُ من هَرْولةِ الحروف
أكتبُ هَذَيانِي
أكتبُ كلمات
لَمْ تجد لَها فُرسانا في كل اللغات
أكتبُ هشيما يَسْري في الشريان
كان إسمُه قلبي
أكتبُ سفرًا بَقِيَ حِبْرًا
على سريرٍ مَهجور
أكتبُ حُلما نهض مَذعورا
على هديرِ بَكَرةٍ مُغتصبة
أكتبُ حُبّا
يَجُرّ حركاتِ الشكل
المرفوعة حَدّ السُّكون
أكتبُ حُبا
بِلون السُّكون
المَسْحولِ على أروقة الضياع
أكتبُ إعصارَ الوقت
يقتل كبد الفجر
أكتبُ يَومِي المُثخَنَ
بِجِراحات الصَّدِّ
المُكَلَّلِّ بِعناقيد التَّشفي
أكتبُ فيك وحدك
أعماري التي لَمْ أعشها فيك
يا أنت
أكتبُ بناتي الثلاث
تُزغردن في رحِم عينيك
أكتبُ حملك تِسعًا
و الفُطام على بُعدِ موت
أكتبُ أحْصِنَتك المُلَثّمَة
بِضياءِ الرسالات
أكتبُ صهيلَ الرعد
في ركبان خيْلِك
يُهدم قِلاع عُنفواني
أكتبُ فيك فنائي
**************
أهربُ من ضوضاء الصّمت
حتى لا أحضُنَ ضحكات الصّباحِ
المُوَشحة بألوانِ الهزيمة
حتى لا أُقَبل ثغر التيه
المُبَللِ بِفحيح الصحراء
البياضُ مملكة المعنى
الأقدامُ حافية
و رمل السّرابِ
و هذا الطريق طويل بلا نهاية
أُدفن أحلامَك و انْتَعِلْ وجهي
حَدِّقْ في وجه جبال الجحود العاتية
لا تُسَلم قلبك للريح
هو الرحيل يطلب الرحيل
و الموعد قلبي
**************
أهربُ من أشعة القمر
حتى لا أحضن ألحانَ الملائكة
زئير أنفاسك
أمْ عِطر الأرض أنتِ
يا بنت الشمس
مِن حيث لا يدري العشاق
تأتين كَمَا عواصف الليل
كما الأفكار المجنونة
المُضمخة بِعربدة الجسد
كما البراكين
تخترق هدوء البحر
في قلب الماء تولدُ النار
و أنتِ
في صقيع هذا القلب تولدين
كما الله حِين آذنَ بالخلق
قال كُوني
فَكُنْتِ
وأَشْرقَ صدري بِنُور الآلهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق