هالها ما رأت وسمعت فخاصم النّوم جفنيها... عاشت ليلة مضنية إلى أن سرقها النّعاس من
حضن السّهاد فتكوّرت مكانها.
بين الوعي و اللّا وعي ولجت مكانا توضّحت ملامحه رويدا...بيدر فيه تتمازج الأصوات...
ضرب حوافر ولهاث جواريش تفكّ الأغمار ثمّ تلاحق السّنابل المتناثرة ، تطحنها ، تعد
بمحصول وفير.
لا تدري كيف وجدت نفسها تعتلي الجاروش بمرح طفوليّ يفيض على جنبات البيدر
فيفعمه بهجة ...فجأة تسارعت الحركة...دوران ... دوران معه يشتدّ الضّغط وترتفع
الحرارة ...هلع يجمّد الدّم في العروق...عرق يتفصّد على الجبين باردا وهي تحاول
أن تكبح جماح الحركة فيضيع جهدها في الدّوائر المتلاحقة...تمتصّ منها الوعي
حدّ الغثيان.
البيدر يتراءى لها مستنقعا داكن اللّون بينما تلتفّ حولها شبكة سوداء تكاد تكتم
أنفاسها . في حركة لا إراديّة يرتطم رأسها على جانب الكنبة فتستفيق ليغمرها
الضّوء يملأ الغرفة معلنا بداية يوم جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق