أبحث عن موضوع

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

زَوايا الفَجْرِ ....................... بقلم : إحسان الخوري / لبنان


هيَ غابةُ الصَّنوبَرِ المُتَوحِّدَةُ ..
غابتي الَّتي تَتكحَّلُ بالدَّامِسِ ..
غابتي المُضَمَّخةُ بالطِّيبِ ..
تلكَ الَّتي أبيتُ فيها شِتائي ..
نِكايةً بقوسِ القُزَحِ ...
غابَتي المَريضَةُ بِغيابي ..
أتنفَّسُها ..
أُوضِّبُ أحلامي فيها ..
وهيَ تتنفَّسُني عِند المَوْهِنِ ..
تكتبُ ألحَانَ شَهيقي والزَّفيرِ ..
وعديدَ خَفَقاتِ فُؤادي ..
بحُروفٍ لم يَخُطَّها أحدٌ مِن قبلُ ...
أنا وعَدتُها أن أطوفَ بها في رِحلةٍ ..
لكنَّني تخوَّفتُ عليها من العُيونِ ..
من غَيْرَةِ الحوريَّاتِ وّبَنَاتِ الجَانِِّ ...
يا غابةُ أحِبِّيني ..
كي يفيضَ الرَّبيعُ من خلاياكِ ..
وتستيقظَ فُصولُكِ المَخبوءَةُ ...
أنتِ مسرَّتي ..
ليسَ لديَّ بهجةٌ سِواكِ ..
فُؤادي هوَ معطَفي الشَّتويُّ ..
أرزُكِ بلا مِظلَّةٍ ..
ومُراقَصَةُ أغصانِكِ مُشتهاةٌ ...
الأيَّامُ تكبرُ ..
وأنتِ تَكبُرين ..
تَتبرعَمين ..
كامرأةٍ مُثْمِرةٍ طافحةِ الأنوثةِ ...
لديَّ تَوقٌ في إهدائِكِ فؤادي ..
عندَ إيابِ عيدِ ميلادِكِ الألفِ ..
وسأكتبُ اسمَكِ علىٰ الرِّيحِ ..
لتُبصرهُ جهاتُ الأرضِ الأربعةُ ...
غابَتي ...
حبيبَتي ....
أجائعةٌ أنتِ ..؟
أيُّ شيءٍ تشتهين ..؟
ألمْ تتناولي وجبةَ الذَّاكرةِ .. !
هل أُصِبْتِ بالقلقِ ..!
أم بوشايةِ الخارجينَ من الجَنَّةِ ..
أم بِنَدمِ الملائكةِ ...
ومَهْمَا يكُن هاجِسُكِ ..
فأنا عَشِقْتُكِ وأصبَيْتُكِ ...
أرزُك يفوحُ بالعَبَقِ .
ويُطعِمُ من رحيقِهِ المُحالَ ..
تَلظَّي هَواكِ يُحرِقُ الخَفِقَ ..
أَرَقُ أحلامِكِ يُشرِّدُني ..
ويّشرِّدُ الكوثرَ الثَّمِلَ ..
عينايَ تَخْفُتُ مُضْنيََّتَين ..
فما أذنبْتُ يا غابةُ ..؟!!
لمَ تَفزَعين من وجهي ..؟
وتُهرِّبينَ أغصانَكِ عنِّي ...
أنا أخشىٰ عليكِ ريحَ الشَّمالِ ..
وصريرَ جنادبِ الصَّخرِ ..
أنتِ طفلةٌ مُطهَمةٌ ..
وأنا أُداعِبُكِ ...
لكنَّني اليومَ ..!!
لمَحتُكِ تختنِقين ..
تَمضَغين أوردتَكِ ..
تَعتَصرينَ حتَّىٰ زوايا الفجرِ ..
هلْ ستَحجُبينَ جُفونَ الفجرِ بألفِ دُجىً ..؟
أمْ تبسَّمَ في أحداقِكِ الغَسَقُ ..؟
أين ضحكتُكِ الخضراءُ .. ؟
وحكايا الأخضرِ المُتَشاقيةُ ..
هلْ ذابَتْ .. ؟
أذهَلَني صَمتُكِ ..
فخمشْتُ الغيومَ ..
جَنَّتْ شفتايَ بألفِ سؤالٍ ..
وشَنَقْتُ قلبي عِندَ الصَّنَوبَرِ .....


من ديواني الرَّابعِ : نِساءٌ من شَمعٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق