الضوء الخافت يغرق في ظلام دامس، الفوضى تخترق سكون الفراغ ،وقد استحال على الهدوء أن يصمد بوجه ذلك الضجيج .. طقوس الثمالة تستبيح المكان ،على تلك الطاولة القريبة من مكوثي هناك رجل ضخم كان يجالس عزلته ، لم يتسع الكرسي لحجم مؤخرته ، كان الجزء الأسفل من بطنه عارياً ، تفوح منه رائحة الثمالة. يكثرمن أطلاق الشتائم ، أوجست منه خيفة. كنت متيقناً بأني أصبحت عرضة للأذى . يطيل النظر بوجهي خوفاً أبتسم أطأطىء برأسي محاولاً تمتمة بعض كلمات المدح والثناء له، في تلك الليلة والتي تبدو وكأنها لا تخلو من المخاوف، أتنفس بعمق شديد ،حينها كنت بانتظار صديق دافىء يملأ علي وحدتي ، بعينيه المتباعدتين كان يحدق صوب طاولته الممتلئة والمزدحمة بالقناني الفارغة .كان يظن بأن الهستريا هو إسلوب الحياة الجديد، لم يكف عن الحراك بين الفينة والاخرى يهمس لنفسه ويطلب الأذن لها بالمغادرة، يقف ،يعلو صوته يردد لا يفترض بك الإستسلام أبداً، ثم بعاود الجلوس يتأوه بعمق أنفاسه أبها المختل لقد حان وقت القصاص حان وقت العدل، يعلو صوته لم تكن تلك الحكومة عادلة ، يجب أن أتقيأ من ذاكرتي ذلك الحاكم البغيض وزبانيته . ما أن يهدأ قليلاً يعاود أحتساء الخمر .تتفجر في نفسه ينابيع الحزن ، يتبع أثراً زائفاً، يتحسس جيوباً خاوية ، تغتاله يداه . الفوضى تعم المكان مجدداً، يعاود السب والشتم .عيون المخبر السري يضج بها المكان .. اللعنة الانظار تتجه صوبي ،ثمة أمر يحبس أنفاسي، يساورني القلق وكأنه شبح ماسك بعنقي .حاولت الإفلات من ذلك الموقف. وقفت مرتعشاً وكأني أضعت الطريق، في لحظة إغفاءةً مبهمةً ربت أحدهم على كتفي، انتابني الخوف من مصير مجهول، قفز قلبي منتفضاً، تشطرت نشوتي، تلاشى آخر حلم .راح يسأل هل تعرف ذلك الرجل الذي القي القبض عليه تواً بتهمة التآمر على الحكومة وخيانة الوطن. بدأت العصافير تنقر برأسي والنار تشب أسفل مقعدي، أمسك بخاصرة الفجيعة، هاجرت بأجنحة مكسورة نحو صحاري الأمل المفقود.. قبل أن يتشطر الضوء وقبل أن تقترب المسافات وقفت متأهباً وأعددت مشروعاً آخر للخلاص من محنتي. بصوت متلعثم رحت أهتف بحياة الرئيس وعائلته.
أبحث عن موضوع
الاثنين، 26 ديسمبر 2016
تخاذل.................. بقلم : فاضل حمودي الحمراني // العراق
الضوء الخافت يغرق في ظلام دامس، الفوضى تخترق سكون الفراغ ،وقد استحال على الهدوء أن يصمد بوجه ذلك الضجيج .. طقوس الثمالة تستبيح المكان ،على تلك الطاولة القريبة من مكوثي هناك رجل ضخم كان يجالس عزلته ، لم يتسع الكرسي لحجم مؤخرته ، كان الجزء الأسفل من بطنه عارياً ، تفوح منه رائحة الثمالة. يكثرمن أطلاق الشتائم ، أوجست منه خيفة. كنت متيقناً بأني أصبحت عرضة للأذى . يطيل النظر بوجهي خوفاً أبتسم أطأطىء برأسي محاولاً تمتمة بعض كلمات المدح والثناء له، في تلك الليلة والتي تبدو وكأنها لا تخلو من المخاوف، أتنفس بعمق شديد ،حينها كنت بانتظار صديق دافىء يملأ علي وحدتي ، بعينيه المتباعدتين كان يحدق صوب طاولته الممتلئة والمزدحمة بالقناني الفارغة .كان يظن بأن الهستريا هو إسلوب الحياة الجديد، لم يكف عن الحراك بين الفينة والاخرى يهمس لنفسه ويطلب الأذن لها بالمغادرة، يقف ،يعلو صوته يردد لا يفترض بك الإستسلام أبداً، ثم بعاود الجلوس يتأوه بعمق أنفاسه أبها المختل لقد حان وقت القصاص حان وقت العدل، يعلو صوته لم تكن تلك الحكومة عادلة ، يجب أن أتقيأ من ذاكرتي ذلك الحاكم البغيض وزبانيته . ما أن يهدأ قليلاً يعاود أحتساء الخمر .تتفجر في نفسه ينابيع الحزن ، يتبع أثراً زائفاً، يتحسس جيوباً خاوية ، تغتاله يداه . الفوضى تعم المكان مجدداً، يعاود السب والشتم .عيون المخبر السري يضج بها المكان .. اللعنة الانظار تتجه صوبي ،ثمة أمر يحبس أنفاسي، يساورني القلق وكأنه شبح ماسك بعنقي .حاولت الإفلات من ذلك الموقف. وقفت مرتعشاً وكأني أضعت الطريق، في لحظة إغفاءةً مبهمةً ربت أحدهم على كتفي، انتابني الخوف من مصير مجهول، قفز قلبي منتفضاً، تشطرت نشوتي، تلاشى آخر حلم .راح يسأل هل تعرف ذلك الرجل الذي القي القبض عليه تواً بتهمة التآمر على الحكومة وخيانة الوطن. بدأت العصافير تنقر برأسي والنار تشب أسفل مقعدي، أمسك بخاصرة الفجيعة، هاجرت بأجنحة مكسورة نحو صحاري الأمل المفقود.. قبل أن يتشطر الضوء وقبل أن تقترب المسافات وقفت متأهباً وأعددت مشروعاً آخر للخلاص من محنتي. بصوت متلعثم رحت أهتف بحياة الرئيس وعائلته.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق