أبحث عن موضوع

الأحد، 15 نوفمبر 2015

غراب وخراب ...................... بقلم : عابد العراقي // العـــراق




منذ هبوط آدم على الأرض
قالوا٠٠ تعلم ٠٠ وتعلمت
وقالوا٠٠ أقرأ٠٠ وقرأت
وقالوا ٠٠ أكتب فكتبت
وحينما في الأفق حواء بانت
قالوا٠٠ وما رأيك؟!
التفاحة أم حواء تغري قلبك والشعراء ؟٠٠
حاولت شطب الإجابة
فقلت لا هذا ولا ذاك٠٠
كتبت بأنامل الجوفاء
على حرير المشاعر
يوم كان الحب مبهماً
لا يعرف التجوال
إلا بين طرفي الخيال
أجرب ٠٠أغني وأبوح سرها
ولم يأتيني الغراب
ليعلمني كيف أواري سوءة التعبير
وفار التنور بماءٍ منهمرٍ
وغيض الموج وشوائب الصفاء
يحوي طحالب الأحلام والأمنيات
ومرجان التفكير
يغطي عشقي الجاري
كالطوفان ٠٠ لا له شطئان
يقبل الجدران
وجاءت سفينة نوح
وأخترت غصن زيتون
وعصفورة صفراء
فاقع لونها٠٠ لا جنح فيها
تثير حرث الشوق واللهفة
ويوم أخوتي أشتد عظمهم
هم وضعوني في غياهب الجب
وغطوا عليّ اليم
بأكياس المتاريس وفوارغ القنابل
لعل السيارة تنقلني
سافرت ٠٠ وهاجرت
أنا القوي الأمين
والعزيز على خزائن الحب
أوزع سنين القحط حباً
بمكيال قومي
ويساومني على هجرتي
وأتوني نادمين ٠٠ طائعين
وعلى القصبات الشاخصات
الوجع يتوكأ ٠٠ يتكور٠٠ يكبر
ويطوي خطواتي المهشمة
ونقضت غزلها ٠٠ في صوفي تشابك الخيط
مع بيوتات العنكبوت
تفتح الثغرات ٠٠وأدخل من نوافذ الأمل
جفت دندناتي في فؤادي
وتغير حالها كسعال الشيوخ
والحزن يغتال الجمال والمقال
وكادت أن تكون
علاقتي فضة مع القوافي وباقي الجنون
لكني لم أبقَ مكتوف العبارات
لأن تفاحتي هو الوطن
يقضمني بالذنب
ويستقبلني٠٠ أغسل جراحي بشعاع الشمس
في عز تموز
وأطرد سواد الليل
بقنينة حليب القمر العادي
من بائع الطرقات
وأصطاد القطرات من ماء الفرات
وأظل أتوسل لعل أخوتي ٠٠ جيراني
يمنحوا للوطن حياةً ٠٠ لا مفخخات
وما عاد الحب جريمة بحقه
حوائي ٠٠أعشقه وهل في العشق إلا قتل الحبيب
فقرارهم نصب صليب صلبي
لكن شبه لهم أسمي
تشابهت عليهم الألقاب
تبقى هويتي عراقية
هم مسحوا العربية
وجعلوا العقال وديعة الأتراك
وحصة الأجانب شال أمي
وباقي الفتيات
أنا الغريب هنا
وظل الصليب مصلوباً
ينتظر الرقاب
وأذكر أهلي في حياتي والممات
كلما مزقوا من جيدها ثوب السلام
ونزعوا البراعم من الأغصان
هناك من يصنع العواصم
من بلدان الخراب
وينحت من السبات نبضاً
تقتات به الجينات

البصرة ٢٦ / ٧ / ٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق