أبحث عن موضوع

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

أنا من يتحدث (( قصة قصيرة ))............................بقلم : رائد مهدي // العراق




على الدوام كنت ارى قلبي قلعة عصية لاينفذ منها الطير وكل الحمائم تصطدم في ابراجها العالية
حتى الضوء لايدخل قلبي إلا من منفذه المخصص له. كل شيء بي محكم ومنظم حد الرتابة لا اعلم كيف تسللت تلك المرأة الى قلبي مع حزمة ضوء عابرة دخلت نوافذي وصبغت بلون الذهب مداخل قلبي. كنت واثقاً من القبة الحديدية التي شكلتها تجاربي ثقة منقطعة النظير بأن الامر سيكون كالعادة فلن يدخل هنا بقلبي احد وان دخل فلن يلبث طويلا فقلبي متموج السطح ومزاجي متعدد التضاريس. ياللعجب !! هل حقا مايحدث فيَّ وهل انا حقّا انا ام احد آخر صرت انا !! فأول مااستيقظت فتحت شاشة جوالي وحدقت بصورتها وحييت عينيها بنظرة اشتياق تأملت خدّها الناعم وقبّلته بنظرة اعجاب. حدّقت في اناملها التي تغزل معان متشابكة فلا يملك من وقع عليها او احاطت به الا الاستسلام او النفاذ بأعجوبة وان نفذ فلن يحتفظ بأتزانه وتمام حكمته. فاتنة حد الجنون فبالرغم من تفوقي عليها بالطول فقد اخضعت عيوني ورغم اني اثقل منها وزنا فقد اصبت بخفة عجيبة وامسى قلبي يقفز بي كريشة في هوائها العذب. لم اعد اشعر بضعفي واختلال توازني بها هل حقا انا الذي يتكلم ام احد آخر يتكلم عني في لحظة ضعف عجيبة.هل كانت مجرد صدفة جمعتني بها ام انها مكيدة من القدر ليخضع ذلك السلطان بداخلي وينزله من عرشه العظيم خاضعا لسلطانة جديدة استولت على مملكته بجيش من حروف واسلحة من معان وخرائط من احساس ومعدات من نور استوطنتني وصارت فيَّ انا اخرى .وثورة تجتاح ذاتي تطالبني بالصمود و ان ابقى كما كنت وان لا اغادر عرش السلطنة وان لا اغور في ذاتي مندمجاً في سكرة ابعاد سلطتها.آه لم اعد آبه لضجيج التساؤلات التي تطرحها نفسي عنها. لم تعد من قيمة لذلك السؤال : ترى هل هي تعلم بالمكانة والمرتبة التي بلغتها في اعماقك ام انها ذاهلة في غبار الصخور وحرارة الرمل ?ترى هل سترى ظلك بين مشابك الحديد في الشمس وهل ستسمع نبضك عندما تختلط امامها عناصر متعددة في الحيز واحد? هل ستميزك في طيف مليوني الالوان ومن كل هذه المسافة البعيدة ? كانت هذه الاسئلة تعذب ذاتي وتجلدها بسياط الحيرة.والان اقتنعت تماما بعدم جدوى الاسئلة وبات من الواجب ان اكون جزء من وجودها ارافقها ماحييت بأعظم مافيَّ واقدس مكامني سأرافقها بقلبي وسأحملها معي في كل مكان وفي كل لحظة
لتشاركني حبي وجنوني ولترفع من سقف امنياتي على الدوام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق