مدن القلب ....................... بقلم : رياض الدليمي // العـــراق

نسي ( ابن رشد )
ان يقايض الاندلس
بعيونكِ
لم يقضِ عدلا
تركني اشيد اسوارا
احرق كتبا
وارتكب معاص كثرا .
مطاردٌ بين خصلات شعركِ وهمساتي
وصليب مذهب يلفُّ عنقكِ
لا مأمنَ من وشايات ( المأمون ) و جنون ( شي خوانغ )*
كلٌّ قابلٌ للحرقِ ...
روحي الولهى لسلطة دلالكِ
براءة حمرة خديكِ من قميصِ عثمان
لحظات الفرح
غبطتي حين اجمع غنائمَ الاندلس .
دعينا نحرق الاسوار
نضيء عتمة ليالي الاندلس
نبتهل للكتب
ونجاة ( ابن رشد )
دون اسقاط للتهم عنه وعن البحر
ومزارع العنب
اجدادكِ العالقين بين الحرائق
وقبلة على لآلئ عنقكِ .
ترميني بالقبعات من خلف البحر
برماح صداة
وصورا لدوارس الجزر .
افيق من حلمي
انا الفاتح المندرس
يقذفني البحر
واطيافا تأخذنا
نرفع الحظر
عن الحدود ،
دعينا نشرّع
قداسة للحب
عابرة للبحر
وتواريخ الاسر .
ننسى ذكريات الكتب
وما رواه الاجداد
عن البطولات
نشوة احتلال المدن
وحذف قبلاتنا من متون الصحف .
لا عزلة لسلطان عينيك ،
رسالاتي
دواوين ولهي
ونسائم هجرك .
مداكِ تجاوز خاتمة قلبي
وما حفظَ من آيات عشق
واناتكِ الجمر .
ادركي هذا المساء
سأهدى رتاج القلب
والبسكِ تيجان عدل
واستغفارات ( ابن رشد )
وفستانا احمر بلون مآقٍ
لم يذقها نوم .
..........................................
21 حزيران 2015

•
(شي هوانغ تي) امبراطور الصين في عام 212 قبل الميلاد قاد حربه على الكتب القديمة فأتلف واحرق مئات الدراسات التاريخية والأدبية والقانونية .
• ( الحاجب العامري ) هو حاجب في عهد هشام المؤيد على حرق بعض الكتب استجابة لرغبة بعض العلماء وضغوط الشارع. وإشارة صاعد ليست فريدة من نوعها إذ ورد ما يشابهها في بعض كتب المؤرخين والفقهاء والعلماء والفلاسفة.