لكي لا تنطفئ جذوة الحياة والإحساس بها في روح الشاعر الإنسان يبقى يتجدد السؤال ويخلق السؤال لأن الشعر أصلا سؤال دون جواب وكما قال بارت .. لأن الشاعر متى يجد الجواب يسقط من الشعر وهذا هو سر عزلة الشاعر والفنان دائما في البحث عن السؤال الذي يؤرق هاجسه بالبحث لأن سر العمق أن نرى الحياة في أبعد نقطة لكي تتسع الحياة داخلنا ولا ننظر الى الحياة من خلال الثقب لأننا في هذه الحالة لا نراقب الحياة بل نفقدها لأن الثقب لا يعني إلا نقطة ضوء في جدار الحياة والبعد في الحياة والكون هو أن نرى حركة الأشياء وحركتها الخفية ضمن هاجس الشاعر الحقيقي الذي لا يتمظهر بالظواهر بل يغوص داخل مكامن الأشياء , ولكي يمتلك الشاعر أصابعه وبالتالي قلمه , عليه أن يتوقف عاليا ويتمسك بغصن روحه الطرئ ولا يلتفت لسرعة الواقع وجبروته وتاريخه المراوغ الممتلئ باللامعنى , عليه أن يكتشف وينطق بالمعنى وأن يرى . بحياد كل شيء حوله , وأن لا يرى بحياد نفسه وهنا يكشف الشاعر على الإبداع وتقديم نص مغاير لا يندج في السائد ونظرا لصعوبة التمسك والإمساك بنقاء الداخل وعفافه . وشاعر القصيدة بحكم أختلافه كفرد وكمبدع هو برومثيوس بمعنى من المعاني ,ولكنه يمتلك الشاعر المعاصر الحقيقي بصيرة برومثيوس , لا فعله , وعلى الشاعر أن يسرق النار متوقدة من نفسه وعن طريق تفاعل متعادل بينه وبين العالم والأشياء عليه أن يزيح حجما هائلا من عصور تكاثفت وتداخلت بينه وبين الحاضر وحتى بينه وبين نفسه , وعليه أن يقاوم الأنهيار في المحبة لبعضنا , لهذا الشاعر الحقيقي الذي لا يراوغ بل يقتحم لكل الأشياء لكي يجد المعنى الخفي فيها لا يعيش في الظاهر المقفول على بريقها يتوغل فيها بالمعنى المعرفي الأبستمولوجي والمعنى العرفاني والمقدس ـ نحن نعرف كيف أنهارت المحبة في مجتمعنا , لهذا يجب أن نحصن أنفسنا ضد هذا الانهيار وإذا لم نستطع أن نقاوم كل هذا علينا أن نستوحد مع ذاتنا لكي لا نتلوث من هولاء الذين لا يعرفون ما معنى المحبة والنقاء , لهذا علينا أن نقدم المعنى وتحقيق شعر في الوجود وفي اللغة وفق اللحظة التي نندفع فيها في القدرة على طرح ما هو أصلي وله صله بحياتنا كشعراء , لهذا يجب على الشاعر أن يتجاوز بالوعي المتجاوز والمراقب الحذر الذي عليه أن يعرف بعصاه في أي أرض يمكن أن تتفجر الينابيع وعليه أن يعرف هل هي ذات فائدة أم لا .. لهذا نبقى نراقب الوجود والحياة والناس من خلال السؤال الذي لا ينطفئ أبدا لكي نلحق بنار برومثيوس قبل أن تحترف الغابات ونعود بزمن الرماد بسيوف لا تصد الزيف والخراب عن العالم
أبحث عن موضوع
السبت، 21 نوفمبر 2015
لماذا الشاعر ... وكيف يكون( مقالة ) .................. بقلم : عباس باني المالكي // العـــراق
لكي لا تنطفئ جذوة الحياة والإحساس بها في روح الشاعر الإنسان يبقى يتجدد السؤال ويخلق السؤال لأن الشعر أصلا سؤال دون جواب وكما قال بارت .. لأن الشاعر متى يجد الجواب يسقط من الشعر وهذا هو سر عزلة الشاعر والفنان دائما في البحث عن السؤال الذي يؤرق هاجسه بالبحث لأن سر العمق أن نرى الحياة في أبعد نقطة لكي تتسع الحياة داخلنا ولا ننظر الى الحياة من خلال الثقب لأننا في هذه الحالة لا نراقب الحياة بل نفقدها لأن الثقب لا يعني إلا نقطة ضوء في جدار الحياة والبعد في الحياة والكون هو أن نرى حركة الأشياء وحركتها الخفية ضمن هاجس الشاعر الحقيقي الذي لا يتمظهر بالظواهر بل يغوص داخل مكامن الأشياء , ولكي يمتلك الشاعر أصابعه وبالتالي قلمه , عليه أن يتوقف عاليا ويتمسك بغصن روحه الطرئ ولا يلتفت لسرعة الواقع وجبروته وتاريخه المراوغ الممتلئ باللامعنى , عليه أن يكتشف وينطق بالمعنى وأن يرى . بحياد كل شيء حوله , وأن لا يرى بحياد نفسه وهنا يكشف الشاعر على الإبداع وتقديم نص مغاير لا يندج في السائد ونظرا لصعوبة التمسك والإمساك بنقاء الداخل وعفافه . وشاعر القصيدة بحكم أختلافه كفرد وكمبدع هو برومثيوس بمعنى من المعاني ,ولكنه يمتلك الشاعر المعاصر الحقيقي بصيرة برومثيوس , لا فعله , وعلى الشاعر أن يسرق النار متوقدة من نفسه وعن طريق تفاعل متعادل بينه وبين العالم والأشياء عليه أن يزيح حجما هائلا من عصور تكاثفت وتداخلت بينه وبين الحاضر وحتى بينه وبين نفسه , وعليه أن يقاوم الأنهيار في المحبة لبعضنا , لهذا الشاعر الحقيقي الذي لا يراوغ بل يقتحم لكل الأشياء لكي يجد المعنى الخفي فيها لا يعيش في الظاهر المقفول على بريقها يتوغل فيها بالمعنى المعرفي الأبستمولوجي والمعنى العرفاني والمقدس ـ نحن نعرف كيف أنهارت المحبة في مجتمعنا , لهذا يجب أن نحصن أنفسنا ضد هذا الانهيار وإذا لم نستطع أن نقاوم كل هذا علينا أن نستوحد مع ذاتنا لكي لا نتلوث من هولاء الذين لا يعرفون ما معنى المحبة والنقاء , لهذا علينا أن نقدم المعنى وتحقيق شعر في الوجود وفي اللغة وفق اللحظة التي نندفع فيها في القدرة على طرح ما هو أصلي وله صله بحياتنا كشعراء , لهذا يجب على الشاعر أن يتجاوز بالوعي المتجاوز والمراقب الحذر الذي عليه أن يعرف بعصاه في أي أرض يمكن أن تتفجر الينابيع وعليه أن يعرف هل هي ذات فائدة أم لا .. لهذا نبقى نراقب الوجود والحياة والناس من خلال السؤال الذي لا ينطفئ أبدا لكي نلحق بنار برومثيوس قبل أن تحترف الغابات ونعود بزمن الرماد بسيوف لا تصد الزيف والخراب عن العالم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق