كان هناك خيط من الانتماء حين تسرح الروح بالقلق على ركن أعمدة المدن البعيدة عن الإحساس ، فمهما كان الافتراق ...تبقى هناك الذكريات حتى وأن حدث النزف في دثار الحنين ...
وكان هناك عطر الزمن البعيد و حدائق المكان التي تزهر بالوجود لأن الاختلاف يبقى يمد الحلم بالعودة سالما مهما تغربت الروح أو شرخ زمن المودة والحنين وهناك الوصال البعيد ...
أنت كنت لي القمر الوحيد في السماء الوحيدة ...
كنت أداري طيفك لكي أصل إليك في البعيد لا لشيء سوى أن يبرق الأمن والاطمئنان بين جوانحي...
وكانت الأيام تبعثر خطاي و تسد سمعي لكي لا يصل التلويح في الهواء من أحبال صوت البعيد
وكم قالوا أن (ملامح الأشياء تضيع حين تنطفئ الأضواء في تكهنات الليل الوحيد)
فلم أصدق هذا لأنها ليس ملامح يمحيها الليل وهي هاجس النور في روحي ...
ليس كل الوجوه يغطيها الليل والشمع يوقد من أرواحنا الذي يبعد كل ظلام الأرض عن الدروب التي تعرف كيف تنمي الأنتماء وصدقه في زمن خسارات الإنسان الغائب بين أحراش الصمت والأنذهال أمام مرور الأيام دون معنى لكل الأمنيات ...
قد أصبحت ذاكرتي التي تدون أيامي التي ماغادرت جرفك حين كان النهر يغسل أول الصباح في عينيك في المكان الحي من اسماء المدن الساكنة في ذاكرة الأعوام .
لكني أتعبت من الأنتظار بعد أن طال نتظاري الى مدى كفيك ...
فأرجع أشارك سيزيف بحمل صخرته فالزمن لم يعد زمن الأنبياء والإلهة لم يعد إلا نزق البياض في ملح البحر ...
وتدحرجت أيامي ولا شيء يحمل صخرتها إلا الحنين لعينيك في الزمن التذكر للريح التي كانت تغسل طرقنا ببياض أيامنا معا حين كنا هناك خلف مسافات الثلج ...
كم عبرنا معا تلك الدروب وأنا أنظر لوجهك التي يمتزج مع ضياء النهار ويعبر الى أحلامنا كأنه فيض التمازج في أرواحنا ونحن نمد أيدينا كأيقونات الى أيامنا القادمة
كنت أراك أقرب إلي من الحلم داخل ذاكرتي ..وأقرب إلي من كل الأيام التي تمر على ساحات رأسي .. حتى صرت الحلم والذاكرة .
بعدك تبعثرني الفوضى ودروب الجنون وحتى وأن أطفئتها في رحلة الشعر إليك
تعالي يا قرة القلب ... تعالي
فلم يعد يعنيني زمن العرافين وأنا أرى النجوم تتساقط كل يوم ...كل يوم في فنجان القدر الغريب...!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق