زهرةٌ غائبةٌ… تفتقدها واحة الثقافة
الأدبية العراقية على وجه التحديد.
على الرغم من ولادة زنابق جديدة لكنها ولدت من رحم تربة لم تُسقَ إلاّ باليسير من الماء،واليوم يشهد العالم ثورةً معلوماتية بشتّى المجالات المعرفية،ومنها ثورة الأدب والثقافة.
كثيراتٌ يمكثن في بيوتهن تحت ستار الواجب المنزلي وحق الحياة التي بإمكاننا أن نسميها(الحياة تقليدية) التي إعتدن عليها
كما يدّعين،لكن مع أول مواجهة مع الذات
سرعان ما يبزغ الوجه الآخر،سرعان ما تجد
أن هذه الانثى تخبّئُ في جوف روحها مذكرات
لم ترَ النور.. مذكراتٌ تحكي قصة إمرأة حبيسة
الافكار والرغبة في التعبير ،تجد إمرأة تتمنى أن تكون…..ولكن كيف!! في ظل مجتمع ابخسها حق الحرية ومنحها حق الرؤية لكن من وراء ستار يظلّلُ
الحقيقة عنها.
نحن لا ننكر وجود نساءٌ تميزن ذاتيا في الخروج عن التقليد وتقديم أنفسهن للعامة من الطبقة المثقفة ومن يقدر قيمة الحرف والكلمة،هذا مع ألتزامهن بمراعاة العرف المجتمعي،نحن نطمح لكسر القيد
بالمعقول لا للانفلات وخروج الامور
عن السيطرة.
المرأة هي الحب ،وكفى بها اماً وزوجةً،المرأة
تصنع العظماء،هي الفن والريشة ،هي اللون
الذي زيّن كل اللوحات دون ان يُكتشَف له إسم
كسائر الألوان..
المنصة أنثى،والقيثارة أنثى والقافيةُ انثى ايضا
أما القلم فهو الذكر الذي تدعمه الأنثى بوحي أفكارها وخيالها كي يكتب،والحياة تكتمل مناصفةً
والنصف اللطيف تجده اليوم غائب اكراهاً.
هي دعوة من شابةٍ عراقيةٍ قبل ان تكون شاعرة
نشأت في ظل بيئة لم تشعرها بأهمية الموجودات
لو لا الخيال الخصب الذي تميزت به واكتشفه الاساتذه والاصدقاء المثقفين،ولولا مساندة كبيرة
من أب وصديق روحي أزال العتمة عن دربها
لتكون ليست كالأخريات بعبارة كوني( أنتِ)
دعوةٌ من منبر الثقافة أن تجد كل أمرأة نفسها
وأن تزيل الحطام الذي ربما هي صنعته بوهم وفكر خائف،دعوة للتخلص من الافكار العقيمة التي تجذرت في المجتمع العراقي جيلاً بعد آخر.
كوني تلك الزهرة التي تساهم بالصوت والكلمة الحرة… فالحرية أنثى.
بقلم الشاعرة مسار الياسري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق