جاءت ترسم ملامح السماء في بريق عينيها وكأنها عصور من أجنحة الفضاء ...
حملت كل أزمان التوحد مع الروح التي لا تنشطر مع خطوات الريح مهما تبدلت طقوسها في توهج الربيع في طفولة الغابات ..
جاءت تحمل الأيمان من أيقونات الروح الساكنة في الأبد ..
جاءت تمر من الهواء كأنها شهيق الوقت يتنفس حضورها ..
يزداد المكان رهبة كقديسة معابد الرب في شرائع الملائكة التي عشقت الأرض لكي ترسم أحلام الرهبان على لون الغابات المنتشية بمواسمها ...
جاءت تحمل عبق السفن قبل أن تحترق ..
جاءت بطائر الفينيق الذي ينتظر أن يتحول البحر إلى طرق التي لا تبشر بالعودة إلى اليابسة حين يسقط الحنين إلى الأرض الأخرى من توجه المدن حين كانت تحمل عباءة الليل في وجه القمر الذي ظل راقدا في ساحة الحمراء بعد أن عادت الخيول إلى الشاطئ الأول من الحلم ...
جاءت تحمل كل حكايات التاريخ لتذكر سفن الفينيق الرابطة على موانئ تنتظر روح طير النار ليمسح رماد السفن التي غادرت إلى ذاكرة التاريخ كحصار الرغبة بالانتصار على الأتي الذي يحيا من أجنحة طائر الخلجان ..
جاءت لتعيد باقة ورد مشبعة بحرية السماء التي مرت عليها بأكفها كأول رحلة صفاء السماء بجوار البحر...
تشجرت نجوما وأقمار حيث صارت الأرض كألواح الخشب التي تبحر إلى شواطئ تغسلها الشمس في كل أسفار طائر النار ...
جاءت لتبشر أن سومر سوف يعاد مجدها الروحي كأوراق اليقين في طقوس ألواح عشتار التي تدجن القمر كالمهر الذي يسابق أنفاس الليل قبل أن تفزع النجوم في اختيارات ضوء الأبد..
جاءت تحمل نبوءة السماء وتوحدها مع رغبة النجوم في الجنة المخفية تحت أجنحة الملائكة ...
جاءت توقظ أسماء الفصول في مدن البحر على أن هناك زمن لا تغتاله الفراغات مهما ابتعدت المسافات عن وجهها المرسوم كجبين الشمس حيث يظل يرسم الحنين والحب بأثواب الشجر عندما يستظل الأنبياء في وقت فزع الأرض من كسوف القمر في دروب العشق الأبدي ....
خزنت بكل ما جاءت به لأضمه لأيام شتاء الشمس وأفتح معها صفحة بيضاء لا تلوثها خطوط الطول والعرض ....
جاءت وكأنها جمع الأرض لتبني بين أضلاعي عش الفينيق الذي ظلت مواسمه يعمرها الجمر ببعد المسافات وتكون كدفء مواقد برموثيوس قبل مجيء النار إلى الغابات ..
كانت الشمس التي لا تغرب عن جبينها الأبدي ..
أخذتها بيدي ومشينا الدروب الموصلة إلى البحر لكي نعلمه أن الخليج لم ينسه أبدا في تراكيب المطر وأقواس قزح ....
تشجرنا بالحنين مع بعضنا ننتظر الأتي دون الانتباه إلى الخلف ورسمنا بأكفنا رحيلنا إلى بعضنا حتى تلاشي الأبد في حضن الضوء الأخير من الزمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق