أبحث عن موضوع

السبت، 14 نوفمبر 2015

نور والأيتام ........................ بقلم : وسام السقا // العـــراق




نور مديرة دار أيتام تهب جهدها ووقتها وأموالها لرعاية الأطفال اليتامى في الدار التي اشترته خصيصا لهذا العمل الجميل تعمل بجد ونشاط لتحسينه وإدارته بصورة صحيحة لتوفير متطلبات ورغبات الأطفال الذين يعيشون معها فيه. فهي كثيرا ما تتحدث إلى الأطفال عن مسيرة حياتها كيف كانت هي الابنة الوحيدة طلباتها مجابة وغرفة نومها على أخر طراز من الديكور في قصرهم الكبير الذي يقع على ضفة النهر. كان والدها يعمل في تجارة المجوهرات يملك عقارات وأموال طائلة لكنها حرمت من التمتع بها بعدما تعرضت الطائرة التي كان والدها والدتها يقلانها لحادث سقوط أثناء عودتهم من رحلة عمل مما أدى إلى وفاتهم ولم تكن نور ترافقهم في تلك الرحلة التي كانت تقول عنها (رحلة بدون وداع ) كان في ذلك الوقت عمر نور ثمانية سنوات أصبحت منذ ذلك الوقت يتيمة فذهبت للعيش في دار عمها الذي لم يكن غنيا وحياتهم المعيشية بسيطة يكسب المال من عمله في بيع الموبيليات القديمة والجديدة ، يسكن حي شعبي أزقته ضيقة وأبنيته تراثية قديمة لكن الحي غني بالحب والألفة والقيم والعادات وطبائع العربية لم تعرفها نور ولم تلمسها لغاية وصولها لأنها كانت غارقة في دوامة بحر في العالم المجهول عالم الاغنياء وبعيدا عن الفقراء وبومضة عين تغير كل شيء والوضع ساء أكثر حينما أحست نور بالإحباط لسوء المعاملة التي تلقتها من قبل أبناء و زوجة العم كونها غنية وهم فقراء ولم يكن باستطاعتها أعطائهم شيء من الثروة التي تمتلكها لان دائرة رعاية الأيتام حجزت كل شيء يخص نور خوفا من تلاعب أي شخص بالثروة وتبديدها، كان عمها بجانبها تركها لمواصلة الدراسة تذهب الى المدرسة وتعمل في البيت بعد المدرسة من جلي الصحون وتنظيف أرضيات الدار وأعمال شاقة كثيرة بينما واجبات المدرسة كان لها من الوقت قليل جدا بكت نور وصبرت وصلت وتألمت وفي كل عام نتائجها الدراسية كانت ممتازة حياتها أشبه بسندرلا في العمل فقط ولم تكن هناك ساحرة وعربة وفئران تحولوا لخيول ولم ترى أمير يبحث عن فتاة الحذاء المفقود كانت تملك القصة وتقرأها كل يوم لعل حياتها تتغير لكن أرادتها صلبة وبإصرارها استطاعت تغير كل شيء، أكملت دراستها الجامعية وأصبحت باحثة اجتماعية مارست عملها في إحدى المدارس كي تكتسب الخبرة وخلال فترة عملها كانت تخطط لشراء دار للأيتام وهي التي تديره وقد تحقق ذلك لان دائرة رعاية الأيتام رفعت الحجز عن أموال أبيها كونها اجتازت الثامنة عشر ومن حقها التمتع بالإرث تركت دار عمها لبدأ بمشوار جديد والعيش مع الأطفال لتعيد ذكرياتها الجميلة التي فقدتها وتزرع البسمة على شفاه الأيتام المحرومين من السعادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق