نحمل حلمنا كبياض الجبال لنسافر في دروب الشمس إلى مغارة ينقلب فيها الغيم على وجهه لينحت أشكالا لأيقونات الآلهة ..
كانت المسافة بيننا بعض منها وبعض مني كامتزاج الحنين على شواطئ الروح ...
هي تحمل أيقونة الأبد كبدايات التاريخ عندما تعلم الإنسان أسماء الاتجاهات الأربع وقبل أن تغيب الشمس في أكف الأرض المسورة بالعطش المسجي فوق عناوين الغابات
كنا نرتقي انبساط يد الجبال على خضرة بيوت لم تزل باكرة بعطش الأسماء المتفردة في أخذ الازدحام كأول خطوات التناظر لزمن الإنسان المتوحد مع رؤيا قداس طقوس الحلم المرسوم على جبين السماء ...
كانت تهدي الإنسان إلى توجع الصليب في عمر المسيح ومسامير الريح التي أسقطت الألم على ظل الجسد الفاني دون اختيارات السماء...
الطريق واحد إلى كتدرائيه نحت جوف الجبل بجمال لا يصاب بالعقم في تخليد الأشكال كأنها قادمة من الحضارات الأولى .. كاندهاش حجر الصدفة عند تمحور أفق الحلم البعيد داخل جدار روح الجبل القريب من العيون ..
هي لم تكن حجارة لجوهر الفن العجيب .. لكن لا أسم لفنانها إلا الزمن المنحوت في دوائر الملتفة بأضلاع الجبل من داخل وهاد تراكيب أمارات جيوش تحجرت عند أبواب أوثان الشكل العجيب ..
تصبح خارج يد الإنسان وقريبة من حلمة في الغيب والرجع إلى هواجس أول الآلهة في تحكمات نذر المعابد حين كان الكهنة يرعبون حلم الإنسان بالقوة الخفية من النار والريح والتراب والعواصف التي تأتي بعد غضب الآلهة على نذر لم يصل كي تسد فجوة العبث في صفاء روح الإنسان .
كانت المسافة بين جرف أول الهواء بعض فراسخ تغسلها الطيور بأحلام الهجرة عبر أسلاك الموج الصاعد الى الجبل..
عبرناها الزمن الأخضر المتشجر بين أغصان تحاور الشمس في كل الجهات ..
هي كانت جنبي تعطي ذاكرتي الحلم كأنها نبيه تحمل كل شرائع أنفاس الموج لتفسير كل زوايا النور التي تسبق الأحلام في الوادي الأخضر وخوف الإنسان بأن لا تأتي الأطياف بلا عمر يوصلها إلى النهار ...
هي كانت كأنها عمر كل الحضارات التي لا تشيخ فيها الروح كاللوح المقدس المحفوظ .. دخلنا المغارة وكانت كالنور يسابق الضوء في خطوات أول انتشار النهار على قرى لم تمسك الليل من النجوم بل كانت تنتظر الفجر لتحطب القلق من أشجار الخوف على حافات الصمت القريب ..
هي كانت ترى أحلامها قبل أن تلج ذاكرة الزمان وتحمل النبوءة ككتب التاريخ حين تصاب المدن بالانتظار , تفسر الأحلام بعيدا عن طقوس الكهنة العجاف.. وكانت تملك اعتقاد الأيمان بالزمن الذي لا يفنى من تقاويم السماء مهما تدحرجت الأرض في الزمن الغياب
هي كانت تحمل تاريخ الخلجان ومهرة مسافات الحية من دم الحنين , فحين تمد يديها تصغر أعمار الأنهار القريبة من أقدمها وكأنها عطش البحار إلى زرقة السماء ...
كانت كمرايا روحي لا يشظيها الزمان مهما تغرب الضوء في بعد المسافات وانتظار الحنين والوطن المنتظر بين الأضلاع ..
كانت كالمرايا رأيت فيها أجنحة روحي وأصابع الشجر التي لا تغفو مهما ابتعدت المواسم التي لا ترى طريق الحنين إلى القلب ..
كانت هي بل كنت أنا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق