سيغيب التاريخ عن أصابعها وستتحجر على رفوف الغرف الباردة وهي تحاول أن تمسك قطار نزيف الثلج الواقف عند أبواب الخريف المتعري فوق جسر حصارات الروح ...
لن تهجع الروح حين يغتسل الجسد بالقطرات المحصورة في جفن المطر لكراهية البحر إلى السفن التي تبحث عن كنوز الكلمات في قواميس الضوء المرتاب بإسقاط القصائد في اللغات الأخرى عندما يعطش الحضور في الدفء الصحيح من قبائل الشمس ...
فهما طال ضوء الكلمات على نوافذها سترقص على رماد الغياب دون حضور أناشيد القلب في زمن بوح الروح وقد غمرتها الأيام التي لا تمتلك ذاكرة بكر الأرض في قداس الأنبياء
ستنازعها الأوهام البعيدة من أراجيح غفلة الأحلام في عطل الذاكرة عندما تأتيها رؤيا كجنائز الكوابيس في خرائط جغرافية خلايا الجسد المباح بالعطش لنوافذ لا تتذكر لون الضوء ....
وهي تغيب الدنيا من حزمة عينيها الموحشة بالغموض والعشق المجهول ...
دون معرفة الوصايا في توبة الأنبياء عن السؤال كي يطمئن القلب ....
كانت تخبئ قلبها في سنديان الشتاء كي لا تدمن بهجة الدفء القادم من قداس السماء
وتعاند الزيف برغيف متعدد المواقد على أرصفة المدن المنحدرة إلى مساء همس الدروب المزدانة بعطش بفقد البحر إلى عذوبة الماء الموزع على جبل النهار ...
كنت فيها الزمن وهي تبحث عن اللحظة المنفلتة سهوا من الذاكرة ...
كانت تراقص الليل كي تجمع النجوم من أخرها...
كانت توزع مسارها على الأرقام كي تكثر من أبواب النعاس المعلن من تسرب الصمت في ثقوب الجدران ...
لن تُقبل المرايا وجه القمر حتى وأن ازدانت نوافذها بالنجوم فقد حجبت بالصوت الأخير من تحجر الدروب في أوردة الزجاج ...
تغسل روحها بدخان المسافات المعتمة من الضوء حين يضيع القمر في الترف الأخير من جنون الغيم ...
يسقط المطر في تعري الأنهار من عطش بداية الدهشة للحضور بين أحضان الغابات دون المرور على همس الفصول في أذان الورق المسجى بنهايات ماء ، ليغسل أقدام القمر
في ليل تعرى من نجوم الانتماء ...
ستغيب الأماكن التي سورنا سحرها بأقدامنا في جدار النسيان ...
لم يعد هناك ذاكرة للزمان ، فأنا أعطيت كفي إلى المطر كي لا يغسل البحر من موج عشقي إليها ....
لكن قد عاد السندباد بالخسارات من رحلته و أنكسر الحلم في روحه التي أدمنت العشق والنور والماء القادم من الضفاف المخفية بين أروقة الفردوس والشجر العجيب المعمر بالظلال عند الجبل الأخير من الحلم ...
قد عاد السندباد ...
عاد كي يعيد مملكة نهاره دون ليلها البعيد وأغانيها المسورة بالمجهول ...
عاد من المنفى كي يبحث عن قلبه قبل الرحلة التي أدمت روحه بنزيف الذاكرة دون التذكر
قد عاد يحمل الجزر النائية من خلجان نزيفه كي يعمر البيت القديم من زمرد أضلاعه ويبني أحلامه عند المحطات الصاعدة إلى السماء دون المرور على أرض المسافات التي احترقت دون أقدام الحنين ...
قد عاد قبل انكسار الحلم في ذاكرته كي يدفن كل ما كان تحت جذور الشجر ويسابق الريح
ليصل إلى روحه قبل أن يأتي الغروب الأخير من أسمائها الموشومة بالغياب ..
لقد عاد كي يبدأ رحلة أخرى في ديار العطش من مواسم الروح ..
عاد ليرمي زمنها بالحجارة و يغلق أبواب ريحها في زمن الغروب ...
عاد من مدنها المذبوحة بانتحار الماء على جرفها المدمي بكل خسارات الخريف ...
قد عاد وانتهى زمن فصولها في حدائق الروح ...
عاد بالزهرة الأخيرة من النار ، قبل أن تنطفئ الحقول في كفه ..فقد انتهى زمن ذاكرتها في دفاتر النسيان... أنتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق