وانتِ أيّتها الخيولُ المحتشدة في خلجاتِ الفجيعةِ ../ تهيأي ولطّخي ناصيةَ النهارِ بوجعِ الدمِ المسفوك في جفونِ السماء ../ فهذهِ الصلبان تركبُ سروجَ الأشتهاء
افيقي على رجعِ الشتات ../ ولمّلمي ما ترثيهِ بهجةَ السيوفِ ../ فالنائحات خلفَ حدودِ الليل هيّجهنَّ سهمٌ ثملْ
البيارقُ تشربُ نخبها الغارقَ بألأسى ../ وعلى الأعوادِ نواحٌ سرمديٌّ تسحقهُ الرحى ../ بينما ذلُّ الهزيمةِ يمتدُّ ما بينَ ظمأُ النهرِ وجسدُ الأرض
أيُّ المواويل تمتطي نبضَ الريح ../ وأفواج تتزاحمُ حولَ شيبةِ الضحى ../ حاصدةً عنفوانَ التقديس .. !
على جذوعِ الفرات تتحنّى العراجين بحزنها العتيق ../ تزحفُ الصحراء حدباءَ مكسورة ../ لهُ تحملُ قرابينَ الخارجينَ منَ شقوقها
تُساقطُ النجوم هرولةَ أحشائها ../ أثقلها زلزلة حلمٍ حرّكَ معراج الأفول ../ وقدّامها تتساقطُ كلّ أقنعةِ التاريخ
إزدهرْ أيّها الدمُ الشذر إليكَ تركضُ الحرابَ ../ وأرشقْ وجهَ الغيّ بحفنةِ سنابلَ ../ ( تؤتي أُكلها في كلّ حين ) ...
برّاقٌ هوَ الجسد ملفوفاُ بورعِ العشقِ ../ تهتزُّ لهُ الفرائصَ باضغاثها يهدّها الفحيح ../ وفي راياتهِ تنفلقُ عيونِ القحط
يرتخي الخشوع ُ وحيداً تحتَ عرشِ السيوف ../ هائماً في ملكوتِهِ ينزعُ إرتجافَ النعشِ ../ ودفوفُ النهرِ غارقةً بنبضِ الحياءِ
مهتاجٌ كأسهُ يجلجلُ في قصورِ تواريخٍ كـ الرماد ـــ وصوتُ الجسدِ يرنُّ في رقابِ شبحِ المقاصل
لغةُ الله تشقُّ طوفانَ القيود ../ وتستفيقُ في مزاميرِ الأحتضار أغصانُ البروق ../ فتتيهُ ممزّقة في مئذنةِ الليل خيولاً عجفاء...
ويليه الجزاء الثالث قريبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق