أبحث عن موضوع

السبت، 24 أكتوبر 2015

إنصات إلى صوت القلب...35 دفء الأحضان ....بقلم عباس المالكي....العراق



كانت المسافة بيننا تشبه الحنين تغسلها بأنفاسها كأنها صوت الهمس حين يتدرج في فك طلاسم الأيام الواقفة على عتبة الأنتظار للزمن الذي التأخر بالمجيء في تلاقينا ...
كنا نسير معا على حافة الشط نرسم أيامنا التي خلت من بعضنا وكاننا أطياف لا تغادر حجر حنايا القلب حتى وأن جاء المساء مبكرا ...
كان الماء ينام كأنه الطفل الذي غادر سريره وسط دفء الأحضان وظل يحلم بالبقاء فيها وحتى أن غدره برد الأيام على سواحل الروح التي تشد الموج الى وجه ظل يسحر كل أيامي بالفرح المجنح من أغاني حزن الجنوب ...
قد أقتربت المسافات وتهاهت أنفاسنا في شهيق الأيام التي تري أختناق البعد بيينا وكأنها الجدران غادرت نوافذها وقت حضور جنازة القمر الطالع من تصحر أرواحنا في بعدها عن بعضها ...
كانت تقف جنبي ونحن نحدق الى القمر الذي أستطاب أن يرسم أساريره على نعاس الماء وكان الليل يمد عينها بنسائم الصمت الخجول لكي ينهض من ظلامه الى برق عينها
كانت تمشي وكان كل الشارع يمشي إليها وكانها الفصول الشجر التي تعطي للمدى عنوان مواسم التي ترسم على جبين النهار المدى الأخضر من عمر السنين التي ظلت خلفنا متعبة من لهفة الشوق والحنين الى بعضنا ..
وكان رصيف الشط هو الذي يأتي لقدميها ليبشرها بلهفة الأمواج الى أسفار عينيها في كل شطوط الحياة ...
شعرت أن الليل يأخرني عنها لكي يزداد فتنة بسواد عينها وكأنه يغار من لفهة عيني لعينيها
كانت جنبي وكأننا خرجنا الآن من زمن غيبتنا الذي ظل هناك يعد سنوات عمرنا خارج قشور الأيام التي صارت كالأحلام التي تعبئ ذاكرتنا بتشابك أرواحنا رغم تغير ملامح اماكننا البعيدة والتي ظللنا نعطش إليها كلما جاء الغيم دون المطر .. لأن أرواحنا ما تصحرت من عشقنا حتى صار كلهفة الليل الى نور الصباح من شمس توحدنا في تاريخ أقاليم أرواحنا 
ما به الزمن يتوقف أمامها صامتا حين تضحك كأن ضحكتها نشيد الكون حين يفرغ من فرح الملائكة .. أنها النهر الذي لا تتغير عذوبته مهما تغيرت فصول الغيم وحتى البحر يظل صامتا أمام عمق مروج كفيها الذي لا ينتهي من رحلة نبع الكوثر...
أنها أنا وأنا هي حد تمازج حنين عطش الأرض الى الماء عندما تنتهي فصول روحي عن شوق كفيها 
أنها ... أنها ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق