سأبعد عنب الأيام عن نبيذ صباحاتي الخالية من رحيق أزهار الكروم التي نامت في حدائق روحي ...
أخاف أن تهاجر الأشياء ولا يبقى سوى ظلك المطبق على خريف الحنين وأنت في البعد ..
أخاف أن أبني أسوار الصمت وتتخم أقببة روحي بشبح السكون فأرسمك من تنهدات روحي على الجدران فأسقط داخل جسدي بلا عنوان ...
أخاف أن تغسلني الصحراء بهيام العطش للماء ولا أراك سوى غيمة استظلت بدمي وغادرت لتمطر في أرض ليس أرضي منذ عصور انتظاري ...
كم تطرق أبواب روحي الأسئلة , لماذا ينسحب المطر عندما يظهر قوس قزح ، هل لأنه هام بالبحر وعاد له أم أن السماء أكتفت بغسل أثمار حنيني إليك كي أرى صباحاتي في عينيك دون أمطار الفراق ...؟؟؟
ولماذا يدركني المطر كلما غادرت أنفاسك وتشردني الدروب بلا هوية الماء ولا تصل إلي سوى الصحراء التي أدمت كفوف النهايات التي اختلطت بين أضلاعي كأني شبح النهار الذي ظل في الليل والقمر يحمل صمت مسلات الآلهة وهي تتفرج علينا ونحن ننتزع أحلامنا من جرف الصخور البعيدة
سنذهب معا إلى حدائق التي ظلت تنتظرنا في أيامنا التي خلت من تعانق كفينا في المساء ...
كلما حاولت أن أمسك ظلك... فأشعر كأني أحاول أن أمسك الكرة الأرضية ، كأن حركتها متعلقة بنبضك , فلم أعد أسمع صوت الدنيا الخالية من ابتسامتك ..
وكلما فكرت بك تأتيني عناصر الحياة من الماء والهواء والنار فأمشي على تراب الأيام لكي أجد أنسائمك التي لم يطالعها النسيان في حدائق الفردوس لأنفاسك ...
تعالي أبعدي عني صخور الدهر كي أصل إلى جبل الأقدار الذي وزعنا على المدن البعيدة وكأننا جئنا أثنين خارج زمن نوح في سفر الطوفان ..
هل ننتظر الطوفان الأخير من احتراق الأرض بالبحر تعود السفن إلى أول مهدنا حين كنا أثنين ..
تعالي أبعدي عني مرور الزمن الخبيث على ملامح المرايا في روحي فلم يعد لي اختيار إلا انتظار نارك لأجمع الماء والهواء لأعلم الريح كيف تعرف أن تدلني على أبواب ونعيد كتابة رغبة الأقدار بأن نكون معا ، بعيدا عن وشاية الأيام التي تسكعت في جرح أحلامي إليك ..
تعالي أسيجك بأنفاسي لأعيد رسم برق عينيك عندما تغادر الأرض كفوف الزمان خارج دوران القمر
ما لنا ودوران الأرض على نفسها ونحن النفس الواحدة في كل الفصول , قد تكون الأقدار وزعتنا على جسدين لكني أينما اتجهت أرى وجهك محفور في كل مدى أعمار الأزمان والأماكن كأنه حضور الوجود في تقاسيم الحياة ...
أشعلي الشموع في كنائس الريح وأخرجي حصارات الروح من وهاد التمني والرجاء بأن نكون معا عندما يغسل الهواء رذاذ النافورات بكفك الممدود ببياض الأيام إلى أحلامنا ...
فقط أرسمي دائرة القمر على كفك لنجمع النجوم من محراب التوحد في الليل البعيد ونتقاسم أنفاسنا مع عطر الأزهار كي يبقى عشقنا ذلك الرياض الذي انتظرته أرواحنا في سفر الخلود ...
هل أقول تعالي وأنت بين أذرعي كأنك الحلم الذي لا تصدقه الذاكرة لأتساع الأزمان فيه بقدر عمرنا
تعالي نشعل الشموع ونوزع أعواد البخور على لحظاتنا وقبل أن نصحو من ليل تمازحنا معا فقد جاء الفجر يفتح مواسم عشقنا خارج براري الأقدار ....
هل أقول تعالي وأنت بين ذراعي .. تعالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق