وأنتِ المغضوبِ عليها تنتظرينَ العطايا تأتيكِ بالبريدِ الدولي يغربلُ وجهَ دجلةَ سهمٌ نابتٌ في العيونِ لعلكِ تغنينَ أيّتها الفالتة مِنْ جهنم العمياء ! مَنْ يعيدُ بيرقكِ والدهشة تنتشلُ مِنَ الهاويةِ صباحكِ المشرق بأحلامكِ المنهوبة و تموز عادَ شيخاً هرماً عجوز ! لا ترحلي ( ننماخ )* إنْ أجدبتِ السماء يوماً وبيوت الفقراء غيماتهم العقيمة تمشّطُ أشجار الصنوبر وجذورها تبحثُ عبثاً عنْ نبعٍ يتفقدُ مفاتيحَ مباهجكِ . لماذا أنتِ غريبة دائماً وأحلامكِ يتناهبها قطاع الطرق ! تتوسدينَ وحدتكِ وتحتمينَ مِنْ رصاصاتِ الغدرِ بابنائكِ اليافعين , تتيهينَ في حزنكِ الطويل للصبرِ تغزلينَ رداءَاً وحرائقكِ كثيرة يجدّدها الملثّمون , حيثُ لا فرحة تتهادى في أزقتكِ المحرومة مِنَ الأبتسام , كيفَ يؤتمنُ على صباحكِ والذئاب حولَكِ تنتظرُ ساعةَ الصفر ! . ستبقينَ تليّنينَ هذه العتمة يا لهفة العشّاقِ ويستقطرُ عشقكِ يملأُ حقائبهم , الثكناتُ على إمتدادِ طريقِ عودتكِ عجيبُ أنْ تتحدّى زرقةَ عينيكِ وتدسُّ فيهما الرمادَ , مازلتِ تجيدينَ تفريغَ الحزن والفرات يمسحُ عنْ وجه القمرِ دخانَ المدافع . سينقشعُ البياضَ مِنْ عينيكِ وتردّدينَ ( إحنا ياما للحبايب
شكثرْ وشكدّْ سامحينهْ
شفنهْ منهم كلْ مصايبْ
لكن نحبهم بقينهْ )*
سيحملُ الحصّادونَ خيباتهم معهم , قدركِ أنْ تهتكينَ أستار قسوتهم و تنجبينَ صبحاً جديداً زاهياً يركضُ في حقولِ القمح يحملُ أفراحَ نيسان , أيّتها المبلولةُ بأريجِ الحضاراتِ يامَنْ تعمّدها الآلهة ستتأبطينَ المحنةَ تحرسكِ نجومَ السماء ويتطايرُ السخامُ مِنْ حيطانكِ المتعبة وتُخضّبُ بالحنّاء مِنْ جديد .
ننماخ : وتعني في اللغة السومرية القديمة في بلاد الرافدين ( العراق قبل
الميلاد ) المرأة العظيمة أو السيدة العظيمة ولها معبد باسمها, وكانت
النساء البابليات يجلسن في هذا المعبد لمرّة واحدة في السنة.
إحنا ياما للحبايب ............... : مقطع من قصيدة ( مسامحين ) للشاعر العراقي الشعبي ( زامل سعيد فتاح )
إحنا ياما للحبايب ............... : مقطع من قصيدة ( مسامحين ) للشاعر العراقي الشعبي ( زامل سعيد فتاح )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق