طاوعت نفسي وبعثرت الاتجاهات إلى حد لم أعد أعرف أين اتجاه الريح ..
بحثت عن تنفسي في اختناق المكان حولي لأراجيح مرور قوافل الهمس في صباح أغلقه النهار بتوجعي .. لم أعد أجد كفي وهو يتطلع إلى العرافة بأن الأمس يقترب من الحاضر بأغاني لم تعد تطرب العصافير في فزعها من ثرثرة فم المساء الغارق في لجة أحلام التي تراقب الروح من نوافذ فقدت ستائرها حين فزع القلب من توجس الأنتظار عند معابر كانت تشذب الأماني كأنها رحلة الروح في أقاليم الجسد ...
أنصت إلى همس أشجار مداخل القلب التي غادرتها الغرانيق مبكرا قبل أن أتذكر لون البحر في سماء تدجن الغيم كفرضية حدوث المطر في الصيف ...
أبحث عن الصفاء حين تكون المسافات بين القلوب لا تخدشها مواسم الأوهام وأن النهار غير موجود في عيون الهارب من الرتابة بغرفة المزدحمة بأحلام انتهت صلاحيتها ..
فقد جاء اليقين يعبر إلى الثوابت دون خلخلة أبعاد النفس عند تقارب الشمس مع مساء لا يعرف مواعد القمر في مدى يغرق كل حين في غبار المجهول ...
ليس ذنبي والعالم قد ربط وشائج الروح بالسؤال ما خلف الستائر من صوت تبعثره الريح عند قدوم جنود المدى يحملون غابات الماء عند أنهار لم تعد تصدق أن المطر فرش أجنحته وغادر إلى أرض لا تعرف بلل الندى في صباح ،أدمن الشك بالحضور الأخر بأنزياح المسافات إلى وهم الأحلام ...
مهما طال مدى البصير يبقى معلق بأجفانه المغروسة في توجع الليل الطويل ..
كيف أبني المدى برمل البصير الذي فارق عصاه عند شواطئ تغرق اليقين بلجاجة الهمس التائه من عصور المجهول ...
قد تكون الرؤيا كمسلمات لا تحط على جرف الروح دون أن أرى وجه القمر عند نافذتك المغردة بعصافير لا تعرف اتجاه بيادر القمح في روحي ...
أنا ليس من هذا الزمان الذي يعاصر ثرثرة الكلمات دون المعنى المتوج في الروح ...
كما أن روحي لا تهوى الظل في نهارات لا تغتال الشمس مهما اختنقت بالغيم , لأن الصحو داخل دروب الصدق هو كل ما في من عنوان , ليس أنا من هولاء الذين يوزعون القلب على كل الاتجاهات دون الانغماس في الوجد والعشق الذي لا تغتاله المسافات ...
فهل نتخلى يوما عن محبة الآله لأنه بعيد مع أنه في القلب وفي الوجود ...
أنا ليس كافر بالصدق الذي قد يكون هو ذنبي الوحيد أن أكون أنا مساحته وحتى وأن تغربت الروح وتوزعت على جبال اليقين الخمس لطير النبي إبراهيم بل أنا أعيش اليقين بالصدق وهذا سر حضارات روحي في عصور أضلاعي البعيدة عن ترجرج عصور الأرض بالنزيف لكل تاريخ الصدق على الأرض ...
سأغرق في مراكب الموج وأدفن علامات الريح في اختناق الملائكة بين خطوط كفي وأرمي العرافين بالحجارة الأخيرة من السجيل ...
وأنتظر لعل عصور الروح تعود كي أبشر الأنبياء بأن رسالاتهم توزع على فقراء الروح بالخبز المقدس فقد انتهت على رفوف المكتبات العاقرة بالغبار ...
وأتى بصحو الروح إليك حين تنفرد روحك لي دون الوجه الأخر المحصور ما بين جدران الأبواب المغلقة دون حنين ... سأنتظرك كالسماء على الأرض ....أنتظرك مهما طال زماني إليك لأن الزمان بعدك لا يأتي بالروح مع وجهك القمري في ليال الوحشة الأكيدة دون أنفاسك ..سأنتظرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق