أبحث عن موضوع

الاثنين، 2 فبراير 2015

تأملات قرأنية ................... بقلم : جواد الحجاج /// العراق


قوله عز من قائل :
(( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) الأنبياء 87
لقد ابتدأ التسبيح اليونسي بتوحيد الباري من كل شرك وتنزيهه مما لا يليق به (سبحانه ) ثم يختم بأقراره بذنبه وتقصيره ..
ليعلمنا درسا بليغا في الوسيلة لطلب التوبة و مقدماتها وأدب الاستغفار ..
والسؤال هنا : ما هو قتضى التسبيح والتنزيه الذي ابتدأ به الدعاء؟
تحت وطأة ابتلاءاتنا وشدتها قد تنهار معنوياتنا فننسب ما يليق بالذات الالهية من قسوة علينا او الحاق اجحاف بنا او غيرها من الاعتراضات القلبية او اللسانية فلابد من تنزيهه سبحانه وتعالى من كل ذلك وارجاع ما نمر به اما لذنوب ارتكبناها تغفر او حسن ظن برب كريم لدرجة يرفعنا..
وحين نحسن المقدمة تأتي النتيجة من رب كريم غني عن عذابنا ...
((فاستجبنا له ونجيناه من الغم ...)) الأنبياء 88
هنا نتوقف عند لفظة الغم والتي تدل على المعاناة النفسية التي تعتري المؤمن حين يحس بالمخالفة التي يجب الا تقاس بحجم المعصية بل بقدر من عصي ..
إن الغم الذي كان يجثم على قلب يونس (عليه السلام ) لا يمكننا تصوره وهو غم الأولياء الصالحين الذين اعتادوا العيش متنعمين بفيض النور الإلهي الذي تسبح في فضاءاته أرواحهم الطاهرة ..
ان الشعور بالغم لابد ان يكون ليس لذات العقوبة فذلك يسمى ألما قد يلحق بالجسد والنفس لكن الغم محله الروح وعذاباتها واستشعار التقصير في حق المحبوب هو عذاب يتصاغر معه كل الم جسدي ..وكلما ازداد هذا الشعور وتعمق كلما كان الفرج قريبا وتحقق .......
دمتم بعافية في دينكم ودنياكم
جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق