أبحث عن موضوع

الجمعة، 6 فبراير 2015

تأملات قرآنية .................... بقلم الكاتب : جواد الحجاج /// العراق








قوله عز وجل :
((إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))المجادلة 10
وجود الشيطان ليس هامشيا في حياتنا كما يتصور البعض بل وجود واضح جدا ومؤثر ومن الخدع التي يصنعها الشيطان ويقع ضحيتها البعض انه يوهمهم ان لا وجود له وان كل ما يحصل من النفس وهواجسها كي يصرف اذهانهم عن الاستعاذة منه والانتباة من مكائده ..
الآية الكريمة تعطينا صورة من صور تواجده الخبيث فالنجوى هي ان يختص اثنان بالحديث فيظن الثالث انهما يتحدثان بما يسيئه او يستهينان بقدره فيمتلأ قلبه حزنا ..وفي الحديث الشريف ((إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الواحد )) واذا كان هذا المعنى المتعارف فإننا وبتأمل المعنى اللغوي لكلمة النجوى والذي يعني :
المكان المرتفع الذي إنفصل عن أطرافه وجوانبه بسبب إرتفاعه
فإن اي حديث يأخذك بعيدا ويفصلك عن الحقيقة والطمأنينة والسلام ويخرجك عن هدوءك النفسي هو نجوى من الشيطان الذي يسري منا مسرى الدم في العروق فالنجوى قد تكون بين اثنين يجري على لسانيهما ليحزنك وقد ينفرد بك ليناجيك بموضوع يؤلمك ماضي تحاول نسيانه تضخيم اخطاءك وتهويلها اغراق قلبك بهموم وخوف من المستقبل منغصات سوء ظن فوبيا عاطفية أحاسيس متوهمة وكثير من الأفكار السلبية كذلك :
فقد يحضر الشيطان في المنام ليحزنك باحلام مفزعة وتبقى تحت تأثيرها السلبي طوال يومك او لعدة أيام
تطمئننا الآية الكريمة أن تلك النجوى سواء أكانت من المنافقين أو الشيطان لن تؤثر في سير الأحداث الحياتية التي رسمها الله تعالى لنا وتأثيرها يقتصر الذي يدخل على قلب المؤمن على شرط ايمانه ومقتضى الايمان في هذه الجزئية هي الاستعاذة الحقيقية والدخول في حصن الله المنيع الذي يستحيل على الشيطان الاقتراب منه .....نسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياكم من شر كل ذي شر ..
جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق