حين سار في السوق ،لفت انتباهه تميز الديك الصغير عن باقي الديكة ،تبختره وجمال ذيله وبريق عينيه ،أبتعد عن المحل ،لكن سرعان ما عاد يمتع نظره برؤية الديك المميز، بادره البائع
- هل تريد شراء أحد الديكة (رغم عدم اهتمامه سابقا بجني الحيوانات إلا انه وافقَ على شراءِ الديك )
أخذه للبيت وسر به أيما سرور، أهتم به ، و بنى له بيتا خشبياً صغيراً ، وتوطدت بينه وبين الأولاد علاقة حميمة،
بقي الديك الصغير فترة من الزمن حتى كبر، وأخذ يصيح كل صباح وفي أوقات أخرى ، وهو على هذا الحال
ردحا من الزمان ،وكي يؤنس وحدته، بادر صاحب البيت بجلب دجاجة له لتصبح شريكته ،وبعد أيام لاحظ عدم اكتفاء الديك بشريكة واحدة ،وتطفله على دجاجة الجيران ،بادر بشراء دجاجة أخرى ، لاحظ حينها ازدياد تبختر الديك بين دجاجاته .
يطلق الديك صيحاته الجميلة ،ويشعر صاحب الدار بالنشاط يدب في جسمه كل صباح لينهض باكرا.
وفي صباح أحد الأيام لم يصيح الديك ،قلق صاحب الدار على ديكه في اليوم الأول ،
ولم يسمع له أي صياح في اليوم التالي ،قرر أن يعرضه على الطبيب البيطري ،وهكذا فعل اخبره الطبيب بأنه لا يعاني من أي علة أو مرض ،عاد به إلى البيت وخطرت بباله فكرة أن يعاقبه ،وقرر أن يذبح إحدى دجاجاته ،
وفي اليوم التالي بقى الديك على نفس الحال، لم يصيح ولم يتبختر زاهياً أمام صاحب الدار، فكان القرار أن تذبح الدجاجة الثانية ،ولم يبالِ الديك بذلك ،استغرب صاحب البيت، ثم قام بنتف ريش ذيل الديك ،ولم يحدث ذلك أي تغير.
وصادف أن زار صاحب البيت في ذلك اليوم صديقه ،واستفسر عن سبب نتف ريش ذيل الديك، وغياب دجاجاته
فأخبره بالقصة ،وانه ينوي ذبح الديك فقال له صديقه
- لما لا تأخذه إلى محدث الحيوانات
- محدث الحيوانات؟!
- يوجد شخص قادر على التكلم مع الحيوانات
- أحقا ذلك إذا خذني إليه بربك
ذهبا إلى محدث الحيوانات، وطلبا منه أن يستفسر من الديك عن سببِ إحجامه عن الصياحِ صباحاً.
قال له الديك بان السبب يعود إلى صاحبِ الدارِ نفسهُ، إذ كان في الماضي ينام في وقت مناسب ،ويستيقظ حين أصيح لأداء صلاة الفجر، أما الآن فقد أعتاد السهر على الفيس بوك، ولم يبالِ لصياحي عند الفجر خجل صاحب الدار ،وعرق جبينه ،واستدار بوجهه ،وقرر أن يجلب دجاجتين جديدتين للديك ،وان ينام بشكل مبكر، ويستيقظ على صياح الديك عند آذان الفجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق