أبحث عن موضوع

السبت، 7 فبراير 2015

تأملات قرآنية ................ بقلم الكاتب : جواد الحجاج /// العراق




قوله عز من قائل :
(( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ )) هود 118
من أهم موانع المعرفة هو الأعتقادات التي تفضي الى مواقف مسبقة .. ففي هذه الحالة لا يكون العقل مركزا للتفكير مما يؤدي الى رفض كل فكرة جديدة ..
من هنا تفشل كل الحوارات العقائدية والمذهبية والفكرية بين الأديان والمذاهب والثقافات ..فالمحاور يعي أو لا يعي ينطلق من متبناه الفكري او انتماءه العقائدي او المذهبي يحاور آخر منطلق من متبناه الخاص به ايضا ..
والغريب أن المحاورين يمارسان خداع الذات بطريقة غريبة ومثيرة للسخرية في كثير من الأحيان ..
فكلاهما يعتقد أنه على صواب وأن مقلد بمهمة مقدسة لهداية الآخر الضال من وجهة نظره وفي الحقيقة .. أن كل محاور يحاول أن يقنع نفسه و يعزز قناعاته هو بما يتبني فيدورا في حلقة مفرغة ويصبح بينهما حوار طرشان ساذج ..
ولكن ماذا لو حدث واقتنع أحد المتحاورين بقناعة الطرف الآخر أو لنقل تزعزعت قناعاته بما كان يتبنى من فكر أو عقيدة ؟؟؟
ببساطة هو ينتقل الى مرحلة تسمى ( خيانة الذاكرة ) يهرب من الميدان يلغي الفكرة الطارئة الجديدة التي تشكل لديه قلقا فكريا وتعبا ليعود يأنس بصفو قناعاته السابقة ..
ان أصل الحوار مع الآخر يجب يكون لأجل التعرف على الفكر الذي يحمله المختلف عنا .. فكل فكر انساني فيه جوانب معتمة واخرى مضيئة فيه نقاط قوة وضعف فيها فهم صحيح وآخر خاطئ ليس هناك حقيقة مطلقة في مقابل زيف مطبق ..هكذا خلقنا الله تعالى ولا نزال كذلك حتى نلقاه ولا ينبغي أن نكون غير ذلك فاختلاف الآخر معي يكمل افكاري ويوضح لي ما حجب عن رؤيتي ..
ما يتوجب عليّنا فعله أن نوضح بصدق وبمنتهى الاحترام للآخر ما نرى و نسمعه و نستمع اليه لنتكامل معه كما قلنا ..فاذا وصل الحوار الى نقطة حرجة او مفترق طرق عند مقدساته او مبادئه العقائدية لابد ان نخفف حدة الحوار الى اقصى ما نستطيع و لا نلجأه او نلجأ انفسنا الى منطقة العزة بالأثم ...
وأكيد هذا لا يعني عدم وجود حقيقة ولكن تلك الحقيقة كل منا يراها من نافذته و مرتبطة بصدق النوايا التي لا يعلمها الا الله عز وجل وفي الحديث ان الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق كل نفس في الكون لها طريقها الخاص الى الله تعالى .. هدانا الله تعالى واياكم الى سواء السبيل ..
جواد الحجاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق