إذا انا سرت هذا المساء
ساحبا ذيولا من الذكريات
عابرا بها شوارعا كأمواج صغيرة
تطوف على سطح الماء
هاربة من رياح عاصفة ..
مقابل بيتنا يجثم نسر كبير
بجناحين كبيرين
يغلق عين الشمس إذا بسطهما
في الجهة المقابلة من النهر
ومرورا بجسرمرصع بأقدام الحفاة
كم كان وجهه قاسيا !!!
كليل متعب يخيم على العالم
محدقا بوجوه سمراء متعبة
هناك وفي الجهة الغابرة
ترقد ثلاجة توابيت كبيرة
فاتحة فاها
تلتهم أجسادا
خفقت بصبر الأمل
في قلوبها....
اطراف تقطعت تحت شريط طبيب ماهر
من امهراتباع الدكتاتور ....
يقطع شرايينها الخافقة..
ويلقي بها في المزبلة القريبة من المشفى االعسكري في مدينة العمارة ....
مشفى (الموت )
أرى أخي الصغير يلهو بها مع قفازات من المطاط وقناني لأدوية فارغة ...
ارمقه بخوف يستفز أوصالي
وهو يلهو بها بقلب قاس
منذ الصغر...
كانت قسوته من قسوة ومرارة الأيام !!!!
لقد مسحت لهو الطفولة وبراءتها من على وجنتيه
سحب أول خطوة إلى الحرب
نظر لي بعينين من زجاج نادما
فارشا جناحيه
محلقا بعيدا عني ...........
سدني 22-2-15
عباس رحيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق