امنحيني وجهكِ ..أداعب فيه الزبد الأبيض ..
في مملكةِ البحار القديمة
امنحيني وجهكِ أعبر من خلالهِ لضفة الورد
أرسم على سماء العيون فاجعة الجمال
المواسم تطوف بحياء في حقولِ التمني
يحمل الجندب غنائه المستديم تحت ضفائر الزعفران
أرى فيه يوما صارخ بالأنوثةِ المُشبعة بالتثاؤب
لمن يستلقي الظل وشجرة البرد متعرية الأطراف
هناك حمرة في الجانب المُقابل لقلبي
تدق بمساميرها على جدار من القش
امنحيني وجهكِ أيُتها المجنونة .. لأروي ظمأ الأرض العميق
أيها الوجه الضاحك في أزقة الخجل
أخشى من الدبابير سرقة الزهر من منحدرات المزامير
مضنية سلة الورد الراقدة بعطرها شرق الأرض
سيكتب لها الانتصار أذا أشتد الصراع بصحراء الكُحل
هاتِ أصابعكِ نعيد بها هيكل الضوء لجب الخوف
نمنع الوحل القادم بقوة لزنزانات البوح
الكل يرتل في غربته الحزن إلا أنا أرتل تقاسيم السفينة
أحمل الشراع بوجه الريح العاتية
تصفعني وأنا يستفيق الطحلب على أجراسي
سومرية الأنف والعيون قالها موسم السنابل
غرد لها الكل لكنها لم تزل نائمة بقميص أبيها
ما بين العين والعين تشتبك النظرات ويغطيها العطش
أيتها المجنونة أني مسرع مسرع كغيمة أصابها الجرب
أفتش بين الساعات المرعبة العاقة عنكِ
قالها البريد حين تنفس خطاباتكِ المشحونة الوعيد
أطلقها الصفير القادم عبر أخاديد الوحشة
سيدة السكرات بغبار أقدامنا الراكضة صوب الاندحار
لديكِ جناح رمادي كورق الأس
ومعصم يزاحم الموقد
تعالي نسري معا كما يسري الثلج بين خنادق الشمس
وصدورنا سعالها حفيف العجلات المحطمة بخاصرة الصخر
غدا نستيقظ وحقائبنا أشبه بجلد الملاحين
وجهكِ سيكون تذكرة العبور لزمن الرعد والأنهار
ليس لي إلا أنتِ والخبز والليل والأشعار
....................قاسم وداي الربيعي ...بغداد \ 2015............
___________________________________________________
العمل النحتي من أعمال النحاة صديقي الفنان العراقي ( كريم الحمد ) تقديري له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق