تجلس في اخر المقهى كل مساء
تلفُ الزمان مع تبغ سكائرها
تحرقُ الايام والاعوام ،، فلم يبقى من العمر الا الرماد
تتنهدُ ،، تتأوه ُ ،، تزفر الحسرات على زمن كان الوطن فيه جمال
زمن ولى .. وها هي تسحقها الذكريات
لم يعد من يهتم بإمرها
الا كراسي المقهى ونادل هرم وصوت مذياع يجتر الاغنيات
فنجان قوهتها مر وبارد كلياليها
لا احد يشاطرها قهوتها الا الهواء
وقطة سوداء تمسح عن ساقها غبار الوحشة
تحدق في الافق من خلف زجاج المقهى
لم يعد في الشارع سوى الغربة ،، واصوات السيارات
يمر الوطن امام عينيها الذابلتين ...
تشم ُرطب النخل البرحي وعطر العنبر .. وترى دجلة يعانق عشق الفرات
وتسرح في اغاني الامس تصدح باذنيها .......
......( جلجل علي الرمان ،، ما ريد ما ريد الغلوبي )
وتنعش ذاكرتها رائحة القهوة المنبعثة من مقهى البرازلي في شارع الرشيد
تتمت بصوت يتكسر في داخلها ،،
وطني ،،
تراى قهوتك باردة ومرة .. كقهوتي ..؟
وطني ، ،
أتراك وحيدا مثلي ..؟
وهذا اليل يذبح كل نهارات العمر
وطني ،،
هل انت غريب كغربتي ..؟
أما زال يطاردك المخبر السري وسراق العمر وشذاذ الافاق ..؟
وطني ،، هل ما زلت وطني ؟
هل تتذكر وجهي ،، صوتي ،، جسدي الملقى بعد التعذيب في أقبية الزنزانات
اني احن اليك ياوطني رغم كل ما فيك وفي ً
فهل لي من سبيل اليك ياوطني قبل ال ......!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق