أبحث عن موضوع

السبت، 28 فبراير 2015

على هامش قصة نبي الله داود (عليه السلام) ................... بقلم : جواد الحجاج /// العراق



على هامش قصة نبي الله داود (عليه السلام)
قوله عز من قائل :
((وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب)) ص 24
إن سرعة الإحساس بالافتتان وتشخيص مصدر الفتنة و ماهية الخطأ الذي وقع فيه الإنسان أمر في غاية الأهمية ..
وهو دليل على الحس العالي وعمق الارتباط بالحق ( سبحانه وتعالى ) ..
من هنا كان ظن داود (عليه السلام ) في محله وهو ظن حسن ..و بتشخيصه الدقيق والسريع لخطأه استحق ثناء الباري (عز وجل ) أن المبادرة بالاعتذار عن الخطأ والاعتراف بالزلل من صفات أولياء الله وبقدر نقاء الفطرة وسلامتها يكون تحسسها للخطأ وسرعة انابتها .
لنلاحظ :
ان دخول الفاء على استغفر فيها دلالة روحية عميقة هي تعني عدم وجود فاصل زمني بين الاحساس بالافتنتان والانابة تريد ان تصور لنا ان انابة نبي الله قد كانت في اللحظة التي احس بالافتتان
كذلك :
العبارة الكريمة (و خرّ راكعا) فيها تصوير لفعل مادي مباشر وهو الركوع والذي يعني التذلل والخضوع والاعتراف ..
ويبقى التساؤل المهم .. هل هناك مغزى لنا من تلك السرعة في والانابة علاوة على ما ذكرنا ..
نعم :
فكلما تأخرت الانابة والرجوع الى الله تعالى كلما اصبح هامشا للنفس وهواجسها واهواءها وللشيطان الذي الذي يحاول صدها ويغريها ويشككها بأصل الفتنة ويثبط همتها .. لنخرج بدرس كبير عنوانه .. العودة الى الله في نفس اللحظة التي نستشعر فيها بفتنة طارئة و بمجرد الظن فضلا عن التيقن ..
جواد الحجاج / من كتابي تأملات في احسن القصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق