في الأمس كنّا وحدنا على الشاطئ.... كنا نعدّ خطواتنا على الرمل دون أن نهمس بكلمة واحدة.... لكنّك كنت تفهمني من زفراتي ونظرات عيوني وحركات يدي وبسمة ترتسم على شفتي..... أما اليوم فقد جدّ بنا السير بعيداً حتى توغّلنا بين الناس... فهذا يغني وذاك يصلي....هذه تتغنج في مشيتها لتلفت الأنظار وتلك تبرقع نفسها وكأنها كائن غريب يخشى الفناء في ضوء الشمس.... وهناك في الوسط جماعة تتشاجر على ناي حزين ووطن.... وأمام ذلك البناء الموحش أصحاب لحىً يتصايحون لإثبات لا مرد فيه أنّ الله فوق العرش..... ولكن.... ويا عجبي أنا وأنت قد مشينا ونسينا خطواتنا ولم نعد نفهم على بعضنا شيئاً.... لقد هجرنا لغة الصمت وصرنا نردد مع المرددين ونسير مع السائرين حتى تُهنا في زحمة الناس والأيام ونسينا من نحن ومن أين أتينا.
(سوسان جرجس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق