أبحث عن موضوع

الأحد، 22 فبراير 2015

النصوص الكونية في أسلوبية الشاعر عباس باني المالكي............... بقلم : محمد لفطيسي /// المغرب




الكاتب والشاعر والقاص المغربي محمد لفطيسي

النصوص الكونية في أسلوبية الشاعر عباس باني المالكي
شعرية المعاني في شعر عباس باني المالكي تتفوق على انساقية التعابير المتداولة..فالمرأة تحل في التاريخ كأنها النسيم المذاب في عطر الزمان..وتأخذ منه وشم القياصرة وكما تتمثل في كل عطر فواح لتصبح نموذج للطبيعة يقتدى..وهنا تدخل ما سماه البعض أنسنة الوجود..تختلف الادوار لتصبح عناصرالطبيعة تابعة بعدما كانت متبوعة ومصدر اقتباس والهام الانسان..هذه المخلوقة السحرية حولت الموج لكائن بشري يخلد للنوم في كفها..وهي كناية على التحكم في مصائر الاشخاص الثائرين..وقد تكون تمثلا لبلده العراق او امرأة من غير هذا العالم..فهي تجاوزت العالم الارضي اتسلب القمر نوره ويتيم بالنافذة وويرتقي الشاعر في لعبته بها لتصل درجة الملائكية التي لاترقاها الا المخلوقات ذات الصفات الروحية الخلاقة ..تمرريديها على الريح لتهدأ..فعلا اننا نقترب من مخلوق اسطوري..ينسج الشاعر خيوطه بذكاء باهر..فيقنعنا ان سحره وصل الى تهدئة البراكين..وتنبت الازهار بدوام غريب..عله ينظر بفصيلة لاتزرع الا في عواصم الحروب المحترقة لكي تخمد نيرا صراعات عمرت ..ولن تشفي صراعاتها الا لغة ينظر لها الشاع ر بعجائبية ناذرة..حيث الحرف يتجاوز مدلوله خارقا جدار طبلات آذان المغفلين والحاقدين والناقمين ليبني حلم استماع لمناجاة الرب..انها قمة الابداع ان تجعل الاسماء تصهر هويتها في نطق ملائكي لسيدة بمواصفات الاعجاز..قهرت المدن والريح والبحر والزمان..تقف السيدات اجلالا لمرورها ..هل هي الموت التي تحلق بقهريتها متحدية كل الظواهر والكائنات؟ا...وهي في لب صراع الليل والنهار..فهي غريبة الاطوار (..لاتسكنين الارض...) لاتسكن الارض تخيف الشاعر..تجننه..تصيبه بالعطش..يختصر في موج على كفها..قهر الشاعر ..او نقول بدا متعبا من ملاحقتها وأسلم شعره للرجاء..( اختصري كل هذا الكون والزمان..وكوني سيدة هذه العصور...). وقد وصل التحدي عند الشاعر الى محاكمة ضمنية باستعارة بالغة...( قبل ان تذبل السماء..وتنتحر بالبحر...)..ينهي قصيدته متحكما في مصير شعريته التي لايفرط فيها بثقافة تمخر عباب اللفظ الممشوق بتقنية عالية..لايستطيع المرء الا ان ينحني لهذه القامة الكبيرة من الشعر العراقي االحديث المبتكر...تحياتي ايها الكبير...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق