تأملات قرآنية :
قوله عز من قائل :
((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))النساء: 19.
الاية الكريمة تعالج مرحلة حرجة تصل اليها الحياة الزوجية من الممكن ان تنهار فيها ..
حين تصل الى عدم تقبل أحد الشريكين للآخر او لبعضهما لصفات لا تتعلق بالانحرافات الاخلاقية التي يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية،
بل بصفات خارجية طارئة قد تطرأ بسبب ردود فعل او ضغوط الحياة المختلفة تدفع الطرف الآخر لتصرفات لا يطيق عليها شريكه صبرا كالعصبية وسوء المزاج او النزق او البرود العاطفي او التقصير في العلاقة الخاصة ...
الآية الكريمة تطرح حلا مدهشا بعيدا عن النظرة الدنيوية القاصرة تريد ان تصرف النظر الى الغيب وانتظار أجر الصبر والاحتساب في الدنيا والاخرة ..
تريد ان تقول لنا ان صبركم على شريككم رغم كراهتكم النفسية له سيفتح لكم آفاق لا تتوقعونها سواء في الدنيا كالولد الصالح والحفاظ على الشخصية المعنوية المحترمة للأسرة من سمعة حسنة .. فضلا عن عظيم أجر الآخرة وجزيل الثواب ..
ولنلاحظ ان الاية المباركة جاءت بلفظة الكراهة وهي غير البغض فالكراهة حالة تعتري النفس وترتبط بالمزاج والذوق وهي تختلف عن البغض الذي يرتبط بالانحراف العقائدي والاخلاقي ..
جواد الحجاج / من كتابي تأملات قرآنية الجزء الثاني / تحت الطبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق