أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 30 يناير 2018

بقلة الكرم _ ق.ق ................ بقلم : هويدا عبد العزيز/ مصر





جرت العادة جلب أطيب و أنضج الثمار بأسعار لابأس بها _ من بقالية الحي _ ترضيني و ترضي معظم الزبائن من الجيران ، ربما أقل من السوق المحلي و الذي في الأغلب لا يبيع إلا البائت منها .

أقوم بفرزها و غسلها و تعليبها و حفظها لوقت الحاجة ، خاصة أني من تلك النُسْوَة العاملات اللواتي لا يملكن وقتهن .

وسط ضجيج الفكر و يومي المعتاد ، دَقَّ الباب غريب ، ترددت في بادئ الأمر ، لا يبدو عليه مظاهر الشقاء أو الشِّحَاذَةُ ، ملابسه مهندمة ، شَابٌّ فِي مُقْتَبَلِ العُمْرِ نظر لي متسائلا : هل أنت ...... ؟
قلت : أجل ... فيم أخدمك ؟!
رد : أتكرمين ضيفك ؟
كلامه لا ينم عن لؤمٍ أو سوء
قلت : تفضل ...
تجمع الأطفال حوله يتأملون وجهه الغريب ، ساد الصمت ، كنت أشعر بالرهبة لكن وجود الأطفال و النهار أدخلا لقلبي الطمأنينة و السكينة . تناول طعامه ، وضعت بيده ما قدر لي من مال ، شكرني و عندما هَمّ بالانصراف وضع بيدي بذورا ، قال : هَيْتَ لك ...
قلت : ما لي و الفلاحة ؟! أنا معلمة ...
ضرب بكلماتي عرض الحائط محذراً من إهمالها و شد الرحال ، لم أكن أعرف يومها من أين ابدأ و لا متى ؟! منذ ذاك اليوم قرأت ، التهمت الموسوعات و الكتب بحثا عن الكيفية و النوعية ، لم يكن لي مصدر معين كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ، نَثَرْتُ البذور في الأرض ، نفثتها في الهواء ، وضعتهابالماء ، حتى اشتد عودها و كبرت و ازدهرت .
كلما تتبعت النور ، مددت يدي لأقطف زهرة من زهراتها ، سر قلبي ، و بيني و بينه أترقب قدوم عابرَ سبيلٍ يأتي ، ما زلت مدينه له بالكثير ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق