هناك
باتجاه مجرى ألنهر
كان عش ألحزين ابن مالك ..
.
قلم الحبر يخط كحل ألورق المركون
في دفاتر عشق الماضي
عندما كان أبن الملوح
يبكي على أطلال
ليلى العمرية ..
.
كل الدنيا
في معصم يديكِ
أصوغُها
سوارا ًمن فضة ..
.
ثمة حزن
يمتطي شرايين الروح
ويجعل من أكفان الموتى
بدلات للأعراس ..
.
هناك
يومض بريق عينيكِ
وترتجف
سعفات جريد الروح ..
.
الشارع يبكي
حتى أعمدة ألنور
أصيبت بالعشو الليلي ..
.
ثمة حزن
لو قارنته
مع كثير من ألفرح
لمالت كفّته
نحو مجلس حزن فخم
مملوء بنجوم
الدرجة الممتازة ..
.
هناك
في أقصى غرب الروح
لي تالة ُنخيل مزروعة
في مهب الريح ..
.
أجلس القرفصاء
أصرخ بصمت
أدق إسفين التمني
في مدينة
مات فيها الفرح
وأعشوشب في أرجائها
أعشاش الحزين إبن مالك ..
.
" ألسعلوة " في النهر
إياكم وجذور التاريخ
ألمملوء سفالات
إياكم من امرأة تتوحم
وتوشك أن تولد كائناً أسطورياً
يأكل كل الآتين
بتافهات الحلم الكاذب ..
.
البحر بعيد
لا جدوى
البحث عقيم
وأدوات الغطس
يأكلها صدأ الأيام ..
.
في يوم هزمنا
وانتهى حلم الخرافة
رُج ّكياني من عروقه
وأحسست إن الأرض
تدور دورتها الأخيرة ..
.
وقع القلب خافقا ً
والروح انشطرت نصفين
أطرافي العليا صارت سفلى
فاض الماء سيحا ً
نحو أفق الانكسار
أيها الشط زم
أيها الشريان زم
زم ... زم
أيها الجسر زم ..
.
هناك بون شاسع
حتى تختمر الغيمة
حتى يختمر المطر
حتى تأتي أغنية أخرى
لبدوية ٍلابسةٍ
ثوبا ً حضريا ً..
.
تجول العينين
في أفق مملوء باللا شيء
مملوء بالوحدة والحيرة
أبحث عن أشجار " الشكولاتة "
في قرى شريط الشط
المملوء " فسائل عرموط " ..
.
هناك
سأتلو في حضرة شيخ صوفي
آيات وتعاويذ
تنجيني من انكسار
ضوء الروح
بين رمال صحراء التيه ..
.
سأمزق زيق الصدر
وألطم خدّي َ
وأبكي ..أبكي
من أجل بقاء ضوء البدر
يكحل عيون الماء
في سواقي الروح ..
.
لا تنظر نحو سماوات المجهول
هناك
من يمنع وميض النجوم
ويحاول إطفاء
شهب نجمات الذيل
راجمات الشياطين ..
.
هناك
عندما أصل
سأصلي
وأناجي الرب
أن يترفع عنا
نحن المخلوقين
من صلصال الطين
هناك وبالضبط
أمام ملكوت العرش
سأذرف دموع الوجع المر ..
.
أسير نحو ساحات الوغى
الروح تمتشق الوتر
تارة ً أغفو
بأحضان الغمام
وتارة ً أخرى
أداعب عروق غابات الوسن ..
.
فارسا ً
أحمل عدة حربي
وفي عيون الغمد
يهتز سيفي
ويحمل فوق عنانه
جسد الغزال ..
.
عدتي رمحي
وورد الأقحوان
عدتي وردة نرجس
وورد ٌجلنار
عدتي نجمة
تبرق يوميا ً
وترقص في سماء من دخان ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق