لم ينقطع عماد عن زيارته الأسبوعية لأخيه وفاءً لهُ وللعام الخامس بعد ان شلّت قواه العقلية اثناء تفجير هائل لسيارة مفخخة، وهو يجالس أخيه المريض في حدائق المستشفى ذهبت عيونهُ ومسامعهُ باتجاه امرأةٍ تجاوزت الأربعين منحها الله جمالاً وحضوراً استوقفهُ كثيراً، وهي جالسة وحيدة على المصطبة التي خلت من زائريها ،كان عماد متردّداً في اقتحام جلستها لو لا ان اشارت اليه بطرف عيونها الحزينة فيسمع منها ما لا يصدّقهُ، فهي هنا بعد ان اثبت أبناؤها الكبار عدم اهليتها بإدارة ما تركهُ ابوهم من مصنعٍ وعمارة ودار فخمة ملّكها جميعا لزوجته المخلصة قبل رحيلهِ
صار عماد ينتظر قدوم موعد الزيارة متلهّفاً لرؤية حنان كما هي في شغفٍ كبير لرؤيتهِ ،لم يكن فارق العمر كبيراً بينهما فهو رجلٌ تجاوز الثلاثين بخمسة أعوام انشغل في متابعة حالة أخيه فأنستهُ حياتهُ
كان على حنان ان تأتي بمن يتكفّل بها ويتحمّل مسؤولية مغادرتها المستشفى فلم تجد من أهلها أحدا، حاولا معاً إيجاد سبيل ما فما تمكّنا فكان للباحثة الاجتماعية رأيٌ آخر حين اقنعت إدارة المستشفى بأنّ حنان اليوم بكامل ارادتها كما ثبّتت ذلك بتقرير مفصل مدعمٍ بتواقيع ثلاثة من الأطباء لتكون هي شاهدةً على عرسهما وسط حدائق المستشفى التي زيّنتها أضواء البهجة والحب والوفاء ولكي تنسى حنان ظلمةً قاتمةً مرّت بحياتها
اقول للاستاذ كاظم الخطيب انشدتم فاحسنتم انشادا جميله قصتك وكانك انت عمادقمة الروعه والحوار شكرا --ابو فاطمه تلميذ يتعلم منكم -
ردحذف