تتحول المسافة غطاء ذاكرة ،أعطبها غبار نهارات ضجر الانتظار، يسكن نداء الأماكن حولي ، تكون المسافة بيننا قاموس حلم ، ينقش في ذاكرتنا لغة أخرى نعبر بها محطات همسنا الذاهب إلى قرى الروح ..
مودعين أجسادنا على أقدام تؤشر خطواتنا في نوافذ الضوء، قبل ازدحام البرد في عباءة الشجر المزدهر بفصولها ..
نحن تلبسنا أرواحنا على أجسدنا بعشق لا يلامس خبث الأرض ، ونبدأ مسيرة الأبد بعمر لا يعد رقصة بندول الوقت ، الواقف ما بين عكاز الضوء والظل ، كي لا نتوارث السحر في سفر نوبا نشتم عند أول الخلود .....
سنصنع تمثال عشقنا الحي ، كي نصادق المطر عندما يغيب شكل المدن في رؤيا العرافين ... وقبل أن يخزن البحر ترحال شواطئه ، إلى برزخ الموج الذابل بالنهايات الحتمية لانتهاء الماء في وطن الروح .....
أنها الزمن الأكبر من نشر حطب الضلوع في مواقد دفء الروح ..
فهي ترفع تشظي البرد عن كل عناوين الدروب المؤدية إلى القلب ...
أفتح أبواب رمال الانتظار وعطش للجنون ، كي أنظر إليها من ثقب في جدار الماء المطهر بعطش الملائكة ...
أعتذر إلى عمري كثيرا عن خسارات الزمن الذي لم أنتمي إليها ...
سأروي عطشي من أنهار كفيها ...فهي امرأة تمنحني أثمار شجر العالم تحت ظلالها قبل أن تنحرف خطوط الطول والعرض ..
وأبقى مسافرا إليها أبدا حتى وأن تطاير الجمر من فوهة المستحيل ...فلا فردوس لي دونها في الكون .... لا فردوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق