صُرَاخ الأيَام وَوَطْأتُها الكَثِيفَة
فَوْق جَسَدِي
تَكَسُر المَرايا
وَخُدُوش الرُوح
المُفْتَعَلَة بِمَخالِبِ الثَلج
إحاطَة الأوْهَام لِبَقَايا النَفْس
واقْتِنَاص وَجْهُكِ رُوزْنَامَة عُمْرِي
يُحَوِل كُل ذرة مِن ذَراتِي إلى تُلولٍ مِن الهَم
ويُشَيِعُنِي عَلى أرْضِ الغُرْبَة وَحِيدا
يا أخِر وَصْايا المِيلاد
وأخِر وَصْايا المَوت
الوَهْم يَعْلو الأمْنِيات
هُناك أحْلام مَضَت
وَأخْرى إسْتيْقَظَت عَلى رائِحَة إحْتِراقِي
وَفِي عَثَرات الطَرِيق
أوقَدْت شُمُوعَا نِصْف مُكْتَمِلَة
لأكْتَفِي بِكَأسٍ نِصْف فَارِغَة
بِأصْدَاءِ أُغْنِيَة تَعِيْسَة
أَعْثِر عَلَيّ
بِأصْابِع عازِف مَبْتُورَة أَعْزِف
بِعَيْنَيّ رَسْامٍ أعْمَى أُحْرِكُ الفِرْشَاة
بِحَفْنَةٍ مِنَ الكَلِمَات أُمَارِس الحَيَاة
بِضَاعَة خَطِرَة حِينَ وَرِثْت مِنْكِ الصَمْت
لا عَطايا فِيها غَيْر النَدَم
كَالعَادَة سَيدَتِي
مَأخُوذ بالمَاضِي
تَجْذُبُنِي القَهْوَة المُرَّ
وَتُغْرِينِي القَصَص التِي تَسْتَبِيْح الدِمَاء
أُخْالِط العَرْافات وقارِئَات الكَف
مُشَوَهَات الوَجْه بِمَلابِسٍ مُرَقَعَة
أَتَأمَلُنِي بَيْنَهُم دُخْانَا مُنْهَك
يَخْنِق العَابِرِين
أو صَفِيْر لَيْل يُنْذِر بِقُدُومِ الشُؤم
وَسَط سَيل مِن الوُرود الذَابِلَة
وَبَيْنَ جُمْهُور لا يَرْحَم
أكُون وَحْدِي أسْعَل بالرِيح
وَيَطْوِي البَحْر جَناحَه ألأزْرَق
بِهْدُوء عَلى رِحْلَتِي
أُحَاوِل التَحَكُم فِي وجُودِي
مُنْتَفِضَا أَقِف عَلى نُقْطَةِ الانْحِراف
أَتَحْايَل عَلى قَدَرِي
لَكِنْ ما مِن بَابٍ أطْرُقُه يُفْتَح لِي
هَكذا هِي مَواسِم الخَرِيْف
كَالسَرَطان
لا تُبْقِي سِوى خَزِين مِن سَراب
ومُؤَن شَحِيْحَة مِن الوَعُود
تُفْسِد الحُلم الضَئِيل
فَلا حَذَر مِن الانْهِيار
أو مُقَاوَمَة تُجْدِي لليأسِ والمَرارَة
أشْبَه المَغَازِل أدُور وأدُور
والخُيُوط تَلْتَف وتَمْتَد
ما لذي تَبَقْى مِمَا كَان بَيْنَنَا
غَيْر أصْداء لِضَحِكَات
وأرْواح قاحِلَة
لأجْسادٍ لا مَرْئِية
نَطْفُو مُنْذ فَتْرَة طَوِيلَة
فَوْق المُحِيطات بِلا سُفُن
بَيْنَ أَرْصِفَة المَسَاءْ
ألْقَيْنَا جَمِيْع الحَقائِب
حَاوَلْت كَثِيراً أنْ ابْتَسِم
حِيْنَ أصْغِيْ لأصَابِعَكِ المُغَنِيَة
وأنا مُمَدَد عَلى حُطامِ مَرْكِبٍ
يُبْحِر بأشْرِعَةٍ مِن خَيال
إلى لا مَكان
إلى لا مَكان كَان مَكانِي
أيا وَرْدَة اللَيْل و دِفْء الدَفْتَر
أيا خاتَمَاً مِن الشَمْس
وَرَقْص الراقِصات على المَسارِح
وإيْقاع الدَف وَصَوت المَطَر
والسَفَر الطَويْل بَيْن الشَوارِع
حَاوَلت إلغائَكِ
وتَصْوِيرُكِ مَدِيْنَة مُدَمْرَة
حَاوَلْت تَجَنُب رائِحَتكِ في المَقاهي
وَنِسْيان الضَواحي الخَضْراء فِي عَيْنَيكِ
وفي كُل مَرَة
بِجَدارَة أفْشَل
كَكُل الخِيُول المُرْهَقَة مِن السِباق
حَاوَلْت الوثُوب قَلِيلا
وَتَرْك الصَهِيل
ألَيْس لي حَق لأسْتَرِيح
مِن عِصْيانِك الجَمِيل
فَلا شَيء يَكْفِيني اليَوم
لا مُتْعَة في حِوار
ولا مُتْعَة في صَمت
أهْدَرْت زَمناً طَوِيْلاً عَلى مَساحَةِ الأوْراق
حَتى لَهِثَت لغَتي
وتَمَرَدَت الحُروف
لِلمَرَة الثانِيَة
ألَيْس لي حَق لأسْتَرِيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق