أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

قراءة في نوتات الروح....................... بقلم : حميد الناعس السوداني // العراق



تآكلت تلك الوريقات التي وقعت صدفة بيدي وانا ارمقها رموزا مغرقة بالتلغيز مملوءة بحشد هائل من اشكال مرتبة بعناية فائقة ..كان مشروع القصيدة الذي ينموا بداخلي بوخزات متكررة يلح علي ان اشحن المشاعر وارشقها للبدء بالمجازفة ولكن تلك المشاعر الان تحولت الى أوكار مجنونة من الاسئلة فما الجدوى من وخز حصان ميت كما يقول ولسن , فهل ان هذا اللغز الذي اعرف غايته وبناءه ولااملك الوسيلة لايقاظه وحل شيفرته الشفافة هو من سيجعلني اخالف (وايتهيد) بأننا لانحل شيئا من التعقيدات الخاصة بالطبيعة بمجرد عودتنا الى ان الذهن يعرفها , غادرت كل الخواطر التي اجبرتني على ان اترك مابيدي واثرت ان اتتبع تلك الرموزالمطبوعة بعناية, سلالم موسيقية, هناك من يقرأها ببساطة رسوم الاطفال,لكنني رايتها مملكة تقع خلق سور الصين, كان يبدأها مفتاح يشبه سوطا فرعونيا يتدلى على ظهر سجين من عبيد بناة الاهرامات .. هذا الباب الاسطوري الابكم تتبعه الانغام النائمة بهدوء والتي كان بودي لو انها استيقظت الان محلقة بأجنحنها كوكبية غير مرئية ..تتطاير اوراقها السحرية البيضاء على قمم المنازل وارصفة الشوارع وعلى الرؤوس الحاسرة المهمومة من وجع مخفي ,تحت كتل الضوء المتعددة الالوان كانها ليلة عيد الميلاد . الرنين الذي ايقظ الذهن كان مجازيا...فتحول الرأس الى قاعة كبيرة توسطتها فرقة للعزف طوقتها ازهار البنفسج والزنابق ونوارس خاشعة فرحة ,مشهد لايمكن ان يصفه رامبو او سان جون بيرس,,ماسر هذا النبض المتوهج الذي اخذ يدفأ راحتي ؟ كيف لهذا السكون اللذيذ ان يمنحني تلك السكينة المهذبة؟تتقافز الاوراق ,النوتات ترقص تدور حول جسدي وسط نعاس شفيف,,بدأ العزف ومالت الرؤوس استحسانا ,نشوة تسربت للرأس وزقزقات عصافير مذعورة , لهفة غير مسبوقة تراودني حواسي تتذوق شعرا,لغة محنونة وغريبة ,مدن شيدت على انقاض حضارات ,كرنفال طقسي غامر ,سواقي يحيطها العشب ,قوارير من ندى طازج ,تراتيل تمجد الانسان ,بحار زرقاء تحتضن السفن اليتيمة بالتيه,مزامير تنظم بأسترخاء رقصات الملائكة ,بغداد تشبع دجلة بالقبلات,لهاث فتيان بلعب جميل ,في خارطة تريد مغادرة القحط والنوايا المهشمة ,,ليل بلاحواجز ولا طاقيات حمراء ,أقمار تشرق للمرة الاولى على رابية للحرف الاول ,سومر تسترد انفاسها ,نجوم عادت من الافول البعيد ,فرحة شاعر وهو يقتنص اللحظة بصيد وفير ,أية رحلة هذه , هنيهات تتمنى الروح ان ترتديها لباسا ازليا .خيم السكون , ثم هربت تلك الاغفاءة السحرية ...الاوراق بيدي اسطولا من رعشات كبرى .. ...رباه اكانت تلك قراءة في نوتات الروح؟؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق