أبحث عن موضوع

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

.حوار مع القاصة فوز الكلابي ............................ بقلم : قاسم وداي الربيعي // العراق


فوز الكلابي قاصة عراقية اتخذت لها منفى ووطن وهي ما بين منفاها ووطنها تكتب للفصل الأول حيث بغداد كانت تأوي طفولتها المتخمة برائحة الأزقة والشناشيل وعيونها مشدودة لطرقات مدرستها في أزقة بغداد القديمة ..فهي رغم ترحالها الطويل في قارة الثلج والبرد لم تفارقها محنة شعبها حيث الجوع والحروب ..فوز لها أسلوبها الذي يميزها في الكتابة فهي مغرمة بالبحث في أوراقها المشبعة بسمو الجمال وصنع الفعل ..حين ألتقيتها في شارع المتنبي كانت تتابع الحركة الثقافية العراقية وعيونها مشدودة تطالع الوجوه والقاعات في المركز الثقافي البغدادي وهي تشعر بالفرح حين ترى بغداد ملتقى الثقافات كما كانت ذات يوم مصدر إشعاع في تاريخ هذه الأمة. فكان لي معها هذا الحوار
__ البداية والمشروع الثقافي
- تجربة الفنان بصورة عامة والكاتب بصورة خاصة .. هي خزين لا حداث ومواقف مر بها تركت في نفسه أعمق الأثر لتتخذ شكل من إشكال الإبداع التي يعنى بها الفنان .. إما عن تجربتي فقد شاءت الظروف ان تظل حبيسة داخلي الى ان جاء الوقت المناسب لتظهر. وهذا كان من على صفحات الفيس بوك حيث قمت بنشر أول قصصي هناك وهي .. إنا وظلي .. لا اخفي عليك .. كنت خائفة من ردة فعل الأصدقاء وخصوصا المثقفين منهم والمعنيين .. لكن حين وجدت ان ردة فعلهم كانت لصالحي وصالح العمل أعطاني هذا حافزا للاستمرار بالكتابة .. وها إنا بعد مضي اقل من سنة تقريبا أصبح لدي ما يقارب الأربعين قصة نشرت معظمها ونالت والحمد لله جميعها استحسان القراء .
__ بمن تأثرت القاصة فوز الكلابي ..
- في بداياتي قرأت كل ما وقع تحت يدي .. ابتداءً بالكتاب المصريين ثم العالميين .. وكان لمسرحيات شكسبير النصيب الأكبر .. ولكن من ترك بي الأثر العميق والبصمة التي لا تمحى هو الكاتب الكولومبي غابرييل غيره ..لكن مع هذا .. استطيع إن أقول إن كل كاتب قرات له.. ترك بي بصمة من حيث ادري أو لا ادري .. هذه البصمات تزاوجت لتخرج في النهاية فوز الكلابي ..
__ كيف تجد المشهد الثقافي العراقي في زمن الحريات الفكرية وحرية النشر
- رغم الوضع المأساوي الذي يمر به العراق وتداعيات هذا الموقف التي انعكست على كل مرافق الحياة وسببت انهيارا في كل شيء .. الا آني كنت أقول ولا أزال .. إن ارض العراق ولادة .. الإبداع فيها لا ينقطع ولا يقف عند حد معين .. فرغم الظروف القاسية التي تمر بها البلد إلا إن المطلع على المشهد العراقي يبشر بخير .. صحيح أن الولادة دائما تكون صعبة .. لكنها دليل لاستمرار الحياة وديمومتها ..
__ أين واقع القصة القصيرة ألان ..
القصة القصيرة للأسف ألان تعاني من انحسار وتحجيم بسب إقبال الكاتب العربي على الرواية .. لكن نأمل في المستقبل أن يتم تسليط ضوء اقوي ومحاولة إعادة نفخ الروح فيها ثانية لتأخذ حيزها ومكانتها التي تستحقها لأنها أدب راق وصعب بنفس الوقت .. فمن خلال القصة القصيرة تستطيع ان ترسم وبكلمات قليلة لحدث كبير ومؤثر .. فهي بالتالي تتطلب الكثير من المهارات الفنية واللغوية .
__ كيف تجد فوز النقد والنقاد ..
- النقد عمل ذو حدين .. على الناقد إذا ان يكون حذرا في استعماله لهذا السلاح الذي قد يحيي أو يميت .. عليه ان يكون موضوعيا في نقده ومحايدا وان لا يكون واقعا تحت تأثير أي شيء من شانه أن يضر بالعمل ..فالناقد قد يقدم النصح للكاتب ويسهم في تطوره أو يسبب له الإحباط والتعثر وربما التوقف .. أنا شخصيا لا ابه كثيرا لهم .. فانا أؤمن إن الإبداع لا يقف عند حد ..
__هل حضر الحي والزقاق في كتاباتك ..
- حين اكتب .. لا تحضر في راسي سوى الفكرة .. والمتتبع لإعمالي .. يجد إن الزقاق والحي لا وجود له في كتاباتي .. ولا اعرف لماذا ربما لاني لم اندمج حين كنت صغيرة في الحي الذي كنت أعيش فيه وسبب أخر .. لكن هذا لا يمنع من ان يكون له حضور في كتاباتي المستقبلية .. فهو قد شغل حيزا في داخلي من حيث ادري أو لا ادري ..
_ هل لديكِ منجز مطبوع وهل هناك منجز أخر
- كتاب واحد .. عشرين قصة قصيرة بعنوان .. الوشاح الأحمر .. وقد صدر قبل ايام .. وهو عبارة عن قصص متنوعة ..
وهناك نية لطبع المجموعة الثانية .. سيكون ذلك في العام القادم ان شاء الله ..
__ ما يتعرض له الإنسان من خلال الهجرة صوب دول العالم ..هل له اثر في بناءك القصصي ؟
- مما يؤلم حقا ويترك في النفس اشد الأثر .. ما يتعرض له الإنسان العربي يشكل عام والعراقي بشكل خاص من تهجير قسري أو طوعي صوب دول العالم وما يتبع ذلك من خسائر وتأخير في كل المجالات .. وقد أشرت في ذلك في إحدى قصصي والتي أسميتها ريح الجنة .. تناولت فيها ما يتعرض له الإنسان المهاجر من بلده إلى بلاد الغرب .. سعيه وراء الحلم الكاذب وقد يهلك قبل أن يدرك حلمه ..
في نهاية حوارنا هذا أقدم تحيتي إلى الزميلة القاصة فوز الركابي على منحها هذا الوقت ..وشكرا حين أهدتني مجموعتها القصصية ( الوشاح الأحمر ) أمنياتي لها بكل ما تستحق فهي عراقية مسيرتها الإبداع وصنع الجمال لجيل وثقافة عراقية
............. أجرى الحوار قاسم وداي الربيعي .................
__________________________بغداد \ 2015................



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق