أبحث عن موضوع

السبت، 28 نوفمبر 2015

جماليات الانزياح التبئري في نص حبيبتي والوطن لعبد الجبار الفياض ................ بقلم الناقد : سعد محمد مهدي غلام // العـــراق




صورة ‏‎Abd Uljabar Fyad‎‏.



 (حبيبتي والوطن)


وقتَ
أكتبُ عن حبيبتي
يُزيحُني عالمٌ
لعوالمَ ليستْ بذاتِ حدود
أدخلُها حاسرَ القلب
بحروفٍ لا تُكتَبُ
فللعشقِ لغةٌ من ضوءٍ مسموع . . .
فكيفَ لها أنْ تكونَ قصيدة ؟
دون أنْ تمرَّ على جروحِكَ
القصيدة !!
. . . . .
يأتيني منك خنجرٌ
يبقرُ خاصرتي . . .
يدنيني لمهوى إحتراقْ
نشوةٌ غائرة
بين بدءٍ
وافتراقْ . . .
أكبرُ من أسمائِها
احتواءاتُ قلوبٍ عاشقةْ . . .
. . . . .
رمادُ هموم
يغلقُ عينيَّ
يصيبُني رمد
لا أرى في داخلي
إلآ أنت . . .
ليس موحشاً انفرادٌ
أجدُك فيه عارياً من سوء . . .
. . . . .
أيمكن ان يكون العشق ألما ؟
أتلذذه
بشوق غريق
بينهُ
وبينَ الجرف أنفاسٌ
يدفعها الموجُ بعيداً
أيُّ ألمٍ
يُغرقُني بقطرةِ حبٍّ
لغسلِ قدميْك . . . ؟
. . . . .
عن عينيها المساء
تهبطُ الأوجاعُ الهاربةُ من جروحِها
حفيفَ غيْثٍ خائف
لا يسمعُهُ
إلآ الموتى
أنا
أمسٍ
يتنفسُني عِشقاً
لا يمزّقُهُ رصاصٌ خائب !!
. . . . .
موتاكَ
يعرفون وجوهَ القتلة
يحملون بياضاً أنقى من ميلادِ فجر. . .
أوجاعُكَ
لا تخجلُ منّي
لا أغلقُ باباً دونَها
تسكنُني من غيرِ أجر . . .
قدري
أنْ أغمسَ فيها رغيفَ يومي . . .!
. . . . .
كيفَ لعيونٍ
جمعتْ صورَك
باعتْها لعابرين ؟
لعروقٍ رَوَتْ
انبتتْ
لغيركَ أحبتْ ؟
. . . . .
دفءٌ
يتساقطُ الشّتاءُ على حافّاتِ غيومِه
الحنينُ إليكَ دفء . . .
بوحشةِ طريقٍ
أفقدُ ما أراه
يجرّني فوقَ سعيرِ السّنين خوْف . . .
في داخلي
تجفُّ منابعُ الحروف
بلهفتي
يضيقُ واسعُ الوجود . . .
أجمعُ كُلَّ أجزائي من شِتات
لا غيرَ إلآ أنت
يعصرُها
جماليات الحرف تستبان عارية التهاب مبرزة مفاتنها الربانية في التشكيل المفرداتي في علم اللسانيات الحديث.لم تطرقه البلاغة القديمة والبيان من ثم المجاز العصري عالي الاختراق للتواصلية التقليدية للسان في اللغة والكلام لا نخوض في العصرنة والتأصيل ولكن العالم تغير ومن الجمال ومقاييسه ليست هندسية اقليدس ولا رياضيات فيثاغورس من يرسم ويكتب الشعر كذلك ليس النحوي واللغوي من يخط القصيدة ولا يرسم صانع الالوان لوحة ، لا تجاوز على الذات الخالقة ولكن مقاييس افروديت التي اعتمدها افلاطون لا تنطبق على صوفيا لورين ولا على بيونسيه ولا برجيت باردو .
(حبيبتي والوطن)2
اهجروا ايها السادة المقاييس ولكن دون هدردم الاصول والقواعد العامة الانثى غير الذكر والاستعارة ليست الكناية بأية حال ، اليوم نبحث في موضوعات شائكة ليس في القراءة التيبين ايدينا بل على مستوى كوني في مضماراللغة انه الانزياح يعرفه ويطبقه ويقننه الصوفي ويقف حياله النحوي في ذهول يعود الى مرجعياته في الصرف والقواعد والمعتاد والاشتقاق . وتعمدالتبئيرفي لالحفرالدلال والسيمنطيقي....،لكنه لا يسبر اغواره من مئات القرون فكيف الان ؟
فلسفه البعض وادخله في الفيزياء باعتباره Displacement فاوقعنا في مازق جديد تصدى اللغويون قالوا معنوي ولغوي وذهني وتصدى المحدثون قالوا اسنادي وتركيبي ودلالي ،لن نعني وان نستوعبه لاغرض الفهم لا ندرس conditiond Reflexesولا يعنينا الفهم الفرويدي Subconscius mind ولا Uncotivationsلاننكروجودانحلالات Decompensation ولكننا ندرس السمولوجيا لفهم الخروج والبعد وهي من معاني الانزياح الذي هو نزح ينزح نازح بعد يبعد بعيدا لفرد اوما يعنيه ومنه النازحون كما هو مصدرخماسي يحدث الدهشة والحيرة المحببة كما يعنيها محمد ويس مادام هو انزاح مطاوعة اوالثلاثي زاح زيحا ذهاب الشئ ووفق تودوروف الكتابة نسق عام كرافيك بصري بطبيعة لغوية يمكن تمييزه داخل المعنى ميتا كرافيك واللغوكرافيك الثنائيات بين الشعروالنثروالبلاغة والتقليدي ، والمجازوالمباشر والغراب والتقريب .....بالمعنى الذي يقول ان اي خروج عن المعتاد انزياحا صوتي اوصرفي او معجمي اونحوي....وهدية الجيلي في اطروحتها للماجستير في اللسانيات تعتبره عدولا اوتسلعا اوضرورة ادراك الثنائيات من دال ومدلول في اللغة والكلام سوسر الى خطاب ولغة غولم اوجهاز ونص هيمسلاف وطاقة الفعل وطاقة القوة او نمط ورسالة في فهم ر. جاكبسون اوالفهم الاسلوبي لشارل بالي واستكمالات مولينية ،ما تقوله هدية في اطروحتها عن الانزياح في سورة النمل افهامية للانزياح لخص الجاحظ الشئ في غيرمعدنهاغرب اوكلما كان اغرب كان ابعد في الوهم ...وكلما كان اطرف كان اعجب ،ونقول نحن اعجب في قدرات التوصيل الايصالية ليس للتبادلية بل لغايات عامة منها الجمالية ...احدث ريفاتير تطورا بعيدا لغاية في ادراك المعنى من الانزياح الذي يعنه الخروج والخرق للقواعد ولجوء الى ما ندر من الصيغ لتلبية متطلبات تعبيرالناص عما يريد في النص وان اضطر الى احداث تغير دلالي Semantic Change فالخروج وان هوانحراف معياري يدور بمنطق الادب وله مقاييسة التي يستدل اليها الناقد اما المتلقي فيعمد الى الحس والذوق وقد لا يصيب هنا يعدل المسارالناقد الاريب لما يمتلك من ادوات تعير وتوزن ومنها التبئير، بمعنى ان الانحراف اوالعدول عن المورفيمات اوتراكيبها غيرالمالوف لا يبعد ابرازالدلالة بل يمكن من توسيع مساحة الافصاح وليس التعمية وبالذات القصدية عند المبتدئ .ان كان خروجا ماديا اومعنويا في الانتقالات من مادي مادي او مادي معنوي ولاحكام زمانية اومكانية اوزمكانية اوحاجات ذاتية تعود لنفسية الناص والمعطى الموضوعي للمحيط .
3
ما نشاهد سابقا في ما يتحول اليه اللون الابيض بعد خروجه من الموشور هو الالوان السبعة اليوم نرى العدد الهائل لما ينتج من مجاورة كل لونين من تدرج لوني وبما يتيسر من ادوات رؤية عيانية. كذلك الادب توسعت المساحة للتلوين والرؤية .فكيف ان ادخلنا ما انجز لغوض حفري وتبئيري في الحرف بما قدمه العلم في هذا المضمار؟ هنا مكمن شسع مدى الانزياح وليس الاغماضية المتأتية من الرمز والأسطورة اوالتقصد ومن التقصد الاهمالية والغرضية المتبناة من المستجد لجذب النظر ، نرغب لعدم خلط المتلقي بين المصطلحات وهو ما وقع فيه العديد من النقاد فانساق خلفهم الناس.اكثرجنس يتضح معنى ما نبتغي هو قصيدة النثر ، وللأسف التبسيط خلط مع التسطيح كما امتزج الانزياح مع الخبط العشوائي انحرافا معياريا يقود الى معنى في التاويل والتسبير والتبئير انزياحا جميلا، ولكن خربشة هي اعاقة للجنس الادبي وتشويه في القرآن كأنه جمالة صفر يتطاير الشررمن لهيبها كالقصر او لا ظليل ولا يغني من لهيب او يد الله فوق ايديهم كلها اعجازات انزياحية و توصيفات مجازية اليوم. نقول عن عشيقة تبكي فاض التسونامي اغرق بالي وعند القبة الصخرة دار حولها نعني ان الغضب ابكاها سالت دموعها على الوجنات ودارت حول الشفاه يزيد بن معاوية يقول :
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا، وعضت على العناب بالبرد
، انزياح مجازي فيه الاسنادي والدلالي والتركيبي برقي ورفعة وجمال ولكن الشاعر الحداثوي يقول: هطلت السماء نجوما ثقبت الارض ، البركة الراكدة بالنيازك المحرقة ، فهاج الجرف راح يقذف حمم بركان على واحة اللوتس لم نغير العربية ولا تلاعبنا بالقواعد والنحو نعم ممكن المشبه يسبق المشبه به والمفعول لأجله قبل الفعل واختزلنا الادوات الرابطة وتعددت الضمائر ....ولكن لا يمكن ان تمسي مافتئ لكن ولا الواو تكون حتى كما يفعل العيال في لغة اجدادهم لا نحذف من اللغة معاجمها بذريعة الحداثة وتقادم المفردات لنطورها ونثريها .هناك شويعر يعترض على استخدام كلمة المطهر في الشعر لانها من الكوميديا الالهية ومن ارث مسيحي .اخر من المهابيل يعارض استخدام طواحين الهواء لأنها من ارث الارض المنخفضة واستخدمها سيرفانتس. ...
هذا الهراء لن نبحث فيه ولن ندافع عن وحدة قائمة بين البشر وقد ذللت الصعاب وقربت المسافات بروح ذلك نقرأ الفياض:






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق