قاومت نعاس الروح في عيون الأقدار وعلمت الرمد عليها لعلها تصاب بحزن جرح الفؤاد الذي ظل ينزف خرير الأيام دون أن يجمعه حضن المكان وكأنه الفيضان الذي يناشد نوح بالمجيء لعله يعملنا بالجبل المعصوم من النسيان ....
تقولين أنك بقيت متمسكة بسحر عيني لأنك لم تصلي إلى ملامسة روحي حين تحتضن أسفار الذراع إلى دفء الضلوع وأنك لا تمزجي أنفاس الهواء التي تقارب أنفاسي ..
تقولين بقيت تطرقين أبواب الأقدار لعلها تنقش على خطاك أمسي القريب ...
أنا انتظرتك لأني روحي لا تبدل مواسمها بهجرة القوافل في الصيف أو الشتاء ...
لا يا سيدتي ...
روحي ثابتة كوجه الزمان الذي يحفر خطوطه على المكان مهما تغيرت أقاليمه في الليل والنهار
زوري القباب الوحيدة في صحاري الآلهة وقدمي نذورك أمام مذابح الصمت لكن لن تسمعك إلا روحي التي ترافقك في كل الخطوات وسوف لن تسمعي إلا الأصوات التي تنطقها الريح حين تكون المسافة غريبة عن خطوط الطول العرض على صدري ..
صحيح أن الأرض كروية لكنها تعلق أقدامنا فوق رؤوس الشجر لأننا نمشي على أقدام البحر بلا تاريخ عطش الشواطئ الغارقة بحنين تقاويم الرمل إلى آثار أقدامنا ..
ماذا أقول لحنيني الذي يعانق أضلاعي باللوعة واللهفة إليك بعد الصبر الطويل ..
هل تعودين إلي بعد انتظار سنين الصبر ....
توجعت الأيام على نوافذ سنيني الخالدات فأغرق بالخيال وكأني أراقب طيفك خارج ذاكرتي فأشكله كأنك حاضرة في انعكاس الضوء على لوحة أيامي البيضاء من عصور صبري وانتظاري ....
كنت أراك رغم البعد بيننا كأنك حاضرة في كل صباحاتي وأشعر أن المسافات هي محض فراغ بتكسر الظل عندما تعمد الشمس خطى الأشجار ...
وأشعر أني أحضن كل هذه المسافات لأرسم صورتك على لوح عيني وأتلمس خطى الهواء كأنه طازج بأنفاسك وأشعر أنك ترقصين حولي بثوب البنفسج المطرز ببياض روحك ...
كل المرايا حولي تريدك فقد أغرقها الزمان بعيون لا ترى فيها إلا تشظي الوقت على ملامحي فتكون منكسرة كانكسار قلبي بعيدا عنك ...
تعالي ..
قبل أن تتحول جدران غرفتي إلى أضلاع خاوية من الحنين وتتحول النوافذ شرفة من القدر المسافر بجرحي وأعاند النسيان بالخروج من وجه المرايا التي تسألني عنك دائما ..
سأغلف الصمت بالصمت وأرمي الخواء خارج جدران عزلتي وأنتظر النهار لأعود إليك بكل سنيني الباقيات من عمري وأهبك نبضي قبل أن يسكت القلب بعيدا عنك ..
تعالي ..
غسلي موجي بأناملك لكي أدرك وجه المطر قبل زمن التراب ..
تعالي ... تعالي ... أني أنتظرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق