قوله عز من قائل : (( ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ....)) التوبة 118
التوبة ليست قرارا شخصيا يتخذه المرء متى شاء ..
هي لطف ومنّة وتوفيق من الله عز وجل ابتداءا وانتهاءا ..فنحن لا نملك من أمرنا شيء فالأمر كله لله ..
لكن ذلك لا يعني الجبرية بقدر ما يعني عون الهي لصدق نيّة ..
ويلعب الزمن دورا هاما في التوبة تعجيلا وتأجيلا ..
فالتوبة لا تأتي برغبة آنية بل تحتاج لمقدمات و مكابدة نفسية هائلة ..
فيها صبر ومصابرة وجهد وجهاد وبصيرة واستبصار وقبل كل ذلك ومعه حسن توكل وثقة عالية بالنفس ..
بالمقابل فتأجيل التوبة مغامرة بالمصير ومقامرة بورق خاسر ..
فمن يسوّف التوبة ويؤجلها هو ببساطة مغامر في دينه ومقامر بورق لا يملكه ومجازف بسباق لا يعرف صافرة نهايته ..
ورغم ان باب التوبة يبقى مفتوحا حتى نهاية العمر ..
لكن مع بلوغ الظلمة النهائية للنفس ووصولها لتلك الدرجة من العتمة ستتلاشى معالم طريق العودة ..
فلحظتنا الوحيدة التي نملكها هي التي بين ايدينا ..ومن يملك الشجاعة والقدرة في يومه لا يضمن بقاءها في غده ..
ومجرد التفكير بالتوبة ومحادثة النفس بها هو تفكير ايجابي جدا يجب ان يفعّل الى خطوات عملية
ولا نلتفت لوسوسة النفس والشيطان من كثرة الذنوب وتنوعها .. فهناك رب كريم قبالها ..
والتوبة باب ارشدنا اليه هيهات ان يغلقه ..وطريق دلّنا عليه هيهات الا يوصلنا اليه ..
دمتم بخير وعافية ..............................................جواد الحجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق