كفاكَ صمتا فإني كدت أنفجر
فهل بصدرك قلب أم به حجر
أحوم حولك ظمأى الروح من كبَتٍ
والحب ينثر أشلائي فأستعر
قد كان ثلجك نارا في دمي اندلعت
فافتح ذراعيك علي فيك أنصهر
أشم ريحك عن بعد ويطربني
في هدأة الليل سرا صوتك العطر
ما زال قلبي كالصحراء قاحلة
فاسكب رضابك حتى يهطل المطر
أومئ بكفك تأتِ الروح طائعة
وكل ما فيَّ منك الأمرَ ينتظر
وأنت سجادتي في كل نافلة
وأنت في الليلة الظلماء لي قمر
تجسدت فيك أحلامي بأجمعها
إن الرجولة دوما فيك تختصر
أنا الأميرة إن شرفت مملكتي
ما عدت أعنى بمن غابوا ومن حضروا
يخر قلبي إن كلمتني صعقا
كطود موسى ولا يبقى له أثر
ليلي قوافل آهات تؤرقني
فيهطل الدمع من عينيَّ والشرر
ما أوحش الليل لكن حين تهمس لي
أرى جداول شهد فيَّ تنهمر
قالوا : اخبريه فليس الحب منقصة
وقد يحبك أو يأبى فيعتذر
فقلت أن حروفي إذ أكلمه
تذوب فوق لساني ثم تندثر
في روض صدري عنقودان قد لهثا
توقا إليك ولم يمسسهما بشر
دع الكؤوس مع الندمان طافحة
فخمرة العشق من شهديَّ تعتصر
كل الهزائم في التاريخ منكرة
إلا مع الحب فالمهزوم منتصر
أعد بحبك أيامي التي رحلت
لأن فيك ربيع الله يزدهر
وارحم فؤادي وخذ ما شئت من جسدي
فإن قلبي كالبلور ينكسر
أحس بالدفء عن بعد ولو لمست
كفاك كفيَّ لن يدنو لي القدر
قد ذبتَ فيَّ فصرنا اثنين في جسد
كأننا من وراء الغيب ننحدر
إني أقبـّـل نفسي فرط لهفتها
وأكتم السر في صدري وأنتظر
خذ من رحيق لساني حين يلمسه
لسانك الشهدَ وابهر كل من سكروا
أدمنتُ حبك حتى صرتُ من شغفي
فراشة في لظاك العذب تنتحر
إني أجيئك أنى شئتَ ظامئة
وليس يمنعني خوف ولا حذر
ورحمة الله تمحو كل فاحشة
والحب يغفر للعشاق إن كفروا
كنزي من الدهر أن ألقاك لو حلما
وأن أراك بجنبي حين أحتضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق