لولاك ِ لم أنطفئ ْ غضّا ولم أشِب ِ
يا زهرة ً من مزيج الكرْد والعرب ِ
والله ِ ما انتحبتْ ثكلى بأوحدها
مثلي عليكِ ولا مفجوعة ٌ بأب
كم فرّق الفقر أحبابا ً وكم جمعت
كفّ الثراء ركامَ الثلج باللهب
قد بعتـِني بالتراب البخـْس وا أسفا ً
ولم أبعـْك ِ بما في الكون من ذهب
نحرتِ ما فاتَ من عمر الصبا فخُـذي
ما قد تبقى قرابينا ً بلا عتب
لا تأبهي لدنان الراح إن طفحت
وأطفئي برحيق الثغر لي لهبي
إليكِ من خافقي خمرا ً معتقة
فان قلبيَ بستانٌ من العنب
لفرط ما فيك من ضوْع ٍ ومن ألق
حسبتُ أنك وَحْيٌ هابط ٌ لنبي
أعبّ من طيفك القدسيّ في لـَهَفٍ
إنْ أوغلَ القحْط ُ في فردوسيَ الخرب
من وجهك البضّ فاحَ الكرخُ منتشيا ً
والأعظمية ُ ظلت موعدَ الطرب
ومحضُ إسمك حشدٌ من ملائكةٍ
يخط ّ بالبرق آياتٍ على السُحُب
يبقى اللسان شذيا ً حين ألفظه
والقلبُ من شوقه إن يستطعْ يَثِب ِ
قد ذبت ِ في الروح ِ حتى صرت ِ توأمَها
وانسبت ِ كالضوء بين الجفن والهدب
وكنت ِ لي خيمةٌ ً في كلّ هاجرة ٍ
وواحة ً في الزمان المقفر الجدِب
لولا وجودك فوق الأرض ِ معجزة ً
ظلّ الغرامُ بلا إسم ولا لقب
إنّي بدونك لاشيءٌ يطهرني
حتى كأنيَ مذبوحٌ على النـُصُب
تعيدنا همسة ٌٌ في الليل دافئة ٌ
ولمسة ٌ من بعيدٍ طفلة ً وصبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق