أبحث عن موضوع

الخميس، 23 يوليو 2015

إنصات إلى صوت القلب ... 5 ( بياض الأزهار)................. بقلم : عباس باني المالكي // العراق




جئتها أحمل نعش أيامي الفارغات منها وبعض جنائز الوهم بأقترابي منها ...
جئتها لا أحمل الصدفة في جيوب روحي وكانت روحي معلقة بانتظارها ...
جئتها كأني أختفي داخل أضلاعي و أنصت لقلبي دائما وخوفا أن يسكت في نبض المجهول
جئتها أحمل وريقاتي وبعض جنوني من دفاتر أشعاري ..
أسافر في تيه خطواتي ولا أعرف أي الأبواب سأفتح في زحمة التوجع بين أضلاعي ,كأني طيف بلا ظل والأشجار تطارد ظلي عندما تصبح الشمس قرصا مذهبا في نهارات البحر والمطر الرحيم يغسل دروبي لها...
قادني خطوي إلى البعد المخفي في عيوني كأن الاندهاش مفردة الوصول إلى القلب
رأيتها من بعيد تلبس رداء البنفسج كأنها طيف النهار القادم من وجه غبش الصبح في أول طفولة الشروق ...
اقتربت منها , وجدت كل فصول الحلم في عينيها كأنها أسفار الروح حين تغيب عن دوران الآمال التي بقيت راقدة في محاجر العمر ..
فتحت ممالك عينيها كأنها ظلال الغابات حين تسافر الى عمق سحر الليل ..
احتوتني ذاتي واحتويت عينيها , أخذت أزيل الذبول من أيامي وأبعد أشواك الطريق عن أصابع القدر كي أصل أليها .
لم أكن أعلم أنها مرت بمدن تنفسي ولم تكن تعلم أني مررت بمدن أشجارها , وكل ما أعلمه أني كنت أبحث عنها في تاريخ الروح كأنها الحضارة الوحيدة التي تعيد الى القلب نبضه خارج المألوف ..
ما به القلب يرتجف كأن أعاصير الروح تلبستها الريح ورمت كل بياض الأزهار الى كفيها
أنتزع قلقي من خوفي في باقي الأيام ،أن لا أعثر على توأم روحي في كل أسفاري الباقيات من الزمن المتخلف عن خطواتي بارتجاج مدى النبض في شوارع المدن التي سكنتها أشعاري
أشعر بعينها كأنها معابد التقديس في الزمن الذي خرج من ضلع آدم ولم يعد يدرك أن الفردوس هو النشيد الوحيد لهواجس أغصان الشجر المعمر على مدى فاكهة السنين
ما بها الروح كلما نظرت إليها تهز القلب وأسقط بين كفيها كالرطب الغريب عن نخيله في زمن النبوءات ..
أي بريق تحمل في عينها كأنه بريق البعد الأول من الكون بعد طول انتظاري لها ..
أنها لغة الروح حين تعتصم كل اللغات على شفة العصور .. وهي من كنت أنتظرها
كي أتطهر من خرابي وسنيني العجاف عندما كانت ممالكي بلا أميرة تقود صهيل خيول الأضلاع
إلى الدفء الأكيد ...
وبدأت الرحلة اتجاه عطش الروح ..
رمينا أيام الانتظار بالفرح القادم لعل تدور السنين وتبعدنا عن زمن الحصار وتعود دروب الروح إلى مجدها ...
سأبقى أحبها حتى وأن انقرضت الحروف من لغتها فهي النطق الصحيح لهمس إنصات القلب في كل مواسم الروح ... هي ترتيل الأيام بعشقي لها ...
هي ... هي ... وانتهت كل اللغات في رسم أسمها ..هي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق