أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

هدية عيد ميلاد ..................... بقلم : خديجة السعدي /// العراق




أردتُ أن أبقى وحدي . دخلتُ غرفتي وأوصدتُ البابَ ورائي . كم كان بودي أن ألمسَ بيدي دراجة هوائية في تلكَ اللحظة.
في وسط الغرفة طاولةٌ مستديرة تقف في وسطها صورة ولدي نوّار، زُينت زاوية إطارها العلوية بوردةٍ حمراء. إلى جانب الصورة انتصبتْ أيقونة صغيرة عليها شمعة زرقاء يتدلى من وسطها طرفا شريطٍ ذهبي سميك. اشعلتُ الشمعة برفقٍ شديد. أسدلتُ ستائرَ الغرفة وأطفأتُ المصباح الكهربائي. على ضوءِ الشمعةِ بدا الوجه في الصورةِ حقيقياً أكثر. نظرتُ في عينيه لدقائق طويلة مرّ خلالها قطار سريع من صورٍ ضبابية غير مترابطة.
" كلّ عام وأنتَ بخير يا حبيبي." قلتُ لهُ
"وأنتِ بخير يا أُمي." قالتْ الصورة. امتلأتْ الغرفة بالصور. لا أريد لهذا اليوم أن ينتهي.
اتسعتْ الغرفة من حولي لتصبحَ عالماً واسعاً يعجُ بأشيائه. الوردةُ الحمراء صارتْ حديقة، والشمعةُ شمساً، وعيناهُ نجمتان.
طرقَ بشار الباب يدعوني لشرب الشاي.
"هل تمنيتَ عيد َ ميلادٍ سعيداً لأخيكَ؟" سألته.
لم تفارقني هذه الجملة منذُ الصباح الباكر. جلسَ بالقربِ مني، يطوقني بيديه الغضتين ويقبلني بحبّ.
احتضنتهُ وقبلّتهُ بدوري" كم كان نوّار سيفرح بدراجةٍ هوائية في عيد ميلاده!" قلتُ وعيناي تمتلآن بالدموع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق